عندما دعا الخليل ابراهيم عليه السلام لاهل مكة المكرم يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز ( رب اجعل هذا بلدنا آمنا وارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر)، لقد شرفنا الله سبحانه من فوق سبع سموات بأن نكون خدام بيته العتيق، وان هذا الشرف لهو نعمة من الله سبحانه وفضل ، وكذلك خدمة حجاج بيت الله الحرام من تقديم وتسخير كافة الخدمات والطاقات والجهود والإمكانيات البشرية، ان تنظيم الحجاج لهذا العام مختلف عن الاعوام السابقة وذلك بسبب الجائحة التي عمت أرجاء الكرة الارضية وقد جاء هذا التنظيم من تقليص اعداد الحجاج وذلك من مبدأ ان الذي يدخل الحرم يكون امنا على نفسه وروحه بطمأنينة وراحة وسكينة فذلك هو المقصود الشرعي والمطلب المنشود ولا يختلف عليه عاقل لبيب يعلم باصول الدين والفقه الشرعي، يقول الحق تبارك وتعالى ( ومن دخله كان أمنا) وحيث ان علماء الأمة اتفقوا واجمعوا على الضرورات الخمس في مبادئ مقاصد الشرعية والتي جاء منها حفظ النفس وان تقنين الاعداد لحجاج بيت الله الحرام هذا العام بشكل استثنائي اتى من هذا المبدأ العظيم وهو الحفاظ على ارواح المسلمين من انتشار الجائحة فايرس كورونا والتي من ابرز اسباب انتشارها هو الاقتراب اكثر وكذلك التجمعات خصوصا ان الحج فيه التجمعات في اماكن محددة ومعلومة وفي مكان معين عندها لا سمح الله ينتشر الوباء ويفتق بحجاج بيت الله الحرام ونحن قد امرنا الله سبحانه بأن لا نقتل انفسنا يقول الحق تبارك وتعالى ( ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما) فقد ثبت لدى الأطباء والعلماء ومنظمة الصحة العالمية بالأجماع ان التجمعات الكبيرة تعتبر الناقل الرئيسي لهذا الفايروس ، وقد جاء في اقوال النبي عليه الصلاة والسلام والذي لا ينطق عن الهوى ( لا ضرر ولا ضرار ) وهذه قاعدة معروفة لدى العلماء والفقهاء، وانه من الصعوبة وضع التباعد بين حجاج بيت الله العتيق في نفس المكان للأعداد الكبيرة بحالة اذا تم فتح الحج للجميع وبذلك نفقد الأمن على ارواح المسلمين عندها لا يتحقق مبدأ الحافظ على النفس ، ان حكومتنا الرشيدة قامت بتقنين الاعداد وفق التباعد لحماية الانسان المسلم من الضرر الذي قد يحصل لا قدر الله بسبب الفايروس وهذه الجهود وغيرها اتت من المبادئ الاساسية للدين الاسلامي الحنيف للحفاظ على النفس قدر الأمكان ، نسال الله ان يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم وان يعودوا الى اهلهم وذويهم وهم بسلامة وصحة وعافية.
