في سابق الزمان وقديم العصور كانت الحروب تكون بواسطة الأدوات البدائية من صنع الأخشاب والحجارة والحديد وقد كانت الحروب يمكن مشاهدتها ولمسها على أرض الواقع ولكن نحن في زمن من نوع اخر وقد نواجه حرب الكترونية والتي لا يمكن لنا ان نشاهدها او نراها او نلسمها ونعرف مصادرها، انها حرب العقل والفكر، التي تؤثر على عقل الإنسان ومنهجه، الحرب الإلكترونية لا تحتاج سوى برمجة حاسوبية خبيثة تخترق بواسطتها الشبكات والمواقع الالكترونية لكي يتم اختراق المواقع بواسطتها والسيطرة على أنظمتها والدخول الغير مشروع لهذه المواقع للحصول على بيانات ومعلومات ، ولعل الحروب الإلكترونية أصبحت اشد فتكا من الحروب التقليدية لانها سهلة ولا تحتاج سوى فهم في علم البرمجة وكذلك الهكرز، هذه الحروب لا تحتاج أموال وعتاد كبير سوى عقول يتم استثمارها وتهيأتها لهذه المهام وتجنيدها من اجل الحصول على المبتغى او النيل من الطرف الآخر، ولعل السؤال الذي يدور في داخل اذهاننا، كيف تستطيع هذه الحروب أن تؤثر وتسبب الدمار بالرغم عدم وجود السلاح ؟!، وللاجابة على هذا السؤال اقول ان سكان الكرة الارضية اصبحت التكنولوجيا هي المصدر الاساسي لحياتهم والاعتماد عليها في شتى مجالاتهم العامة والخاصة من الحسابات البنكية والرقمية والبطاقات الائتمانية والهوية الوطنية وغيرها من الامور التي يصعب ذكرها ، إن التقنية الالكترونية أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية والتي لا يمكن الإستغناء عنها، الأثر الذي تسببه هذه الحروب هو اثر حقيقي وقد يكون صعب جدا، ولعل أقرب مثال لذلك هو الطائرات التي تطير في الجو انها تعتمد على التكنولوجيا الحديثة فعندما يتم اختراق نظام الطائرات يمكن ان تحدث نتائج مدمرة وكذلك رادارات المراقبة الملاحة الجوية عندما يتم اختراقها فقد يتم اعطاء معلومات تسبب كوارث كبيرة وصادمة، عندما يتم اختراق الحسابات البنكية ويتم التلاعب بها فإنه يؤثر عليها ولو لثواني معدودة، فقد يؤدي الى خسائر مالية بالمليارات، إن اغلب المعدات العسكرية هي تعتمد على التقنية الإلكترونية، ولكن هنالك بروتوكولات وقوانين بين الدول واتفاقيات بهذا الشأن للحد من الهجمات الالكترونية واحترام كيان كل دولة بذاتها وحدودها، إن اهمية الأمن السيبراني تشكل فرصة تاريخية في هذا الزمن خصوصا اذا تم استثمار العقول البشرية والتي يمكن لها ان تكون الدرع الحصين والواقي ضد الهجمات الالكترونية وذلك من خلال اعداد البرامج الموجهة للشباب في البرمجة الالكترونية لمعرفة الاسباب ومدى الحاجة الى استثمار هذه التقنية وكذلك كيفية ادارة الازمات والكوارث في مجال التقنية الالكترونية الحديثة، عندما يتم فتح التخصصات في مجال البرمجة وأمن المعلومات سواءاً من الجامعات والمعاهد والكليات والبرامج التدريبية يكون لها الأثر في تطوير العقول واستثمرها نحو مستقبل التقنية بشكل أفضل وأوسع وكذلك اتاحة الفرصة الوظيفية وانشاء قواعد عسكرية الكترونية لمواجهة اي هجمة والتصدي لها بكل حزم وقوة وكذلك اذا استدعى الأمر يكون الرد قاسيا ضد هذه الهجمات.
