مقالات وقضايا

مقدرات الوطن مسؤولية الجميع

عندما صدر الأمر الملكي السامي من قبل قيادتنا الحكيمة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين/ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رعاه الله وحفظه، في مطلع عام 1439هـ بإستحداث دوائر تختص لمحاربة الفساد بجميع أصنافه وأشكاله وطرقه في النيابة العامة.

مقدرات الوطن هي ليست ملك لأحد أو حكراً لفئة معينة بل هي ملك للجميع ، إنها واجهة وتعبير سامي لوطنك وإنتماءك لهذه الأرض وثقافة يشاهدها العالم من حولك، مقدرات الوطن هي للأجيال القادمة من بعدنا وهي تعكس أخلاقنا وسمو معرفتنا بل إنها تكشف الجانب الذي نعيشه في المجتمع المحيط بنا، مقدرات الوطن تعكس أخلاقنا أمام تنوع  ثقافات البشر وعقائدهم بحيث اذا حافظنا عليها وقمنا برعايتها بالشكل الصحيح فسوف تبقى نبراساً لمن هم بعدنا من أجيال صاعدة ونفوس طامحة، يكتمل من خلالها المسيرة الخالدة نحو إنتماء ونماء يتوارثها الجميع.

العبث بمقدرات الوطن وأمواله العامة تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون وفق عدة أنظمة ولوائح  نصت عليها  العقوبات الجزاءات و التأديبية والتعزيرية. 

جرائم الفساد لها صور متعددة  مثل التزوير في المستندات والعقود والمحاضر، وكذلك الإستغلال للنفوذ الوظيفي لتحقيق مصلحة محضة وعدم النظر للمهام المكلف بها بشكل عام  وذلك النوع يعتبر من أخطر الأمور التي لها علاقة في منظومة العجلة التنموية لبلادنا من تعطيلها وتبديد أموالها وانتشار الفساد فيها، مما ينتج عنه نتيجة سلبية من إهمال المعاملات وتكدسها وضياع حقوق المراجعين وله أثار سلبية أخرى في حدوث مشاكل لا حصر لها ، من انتشار العنصرية والتحيز وعدم البذل والعطاء، إن سوء الاستعمال الإداري والإشتغال بالتجارة وجرائم غسل الأموال وتبييضها، وخيانة الأمانة وإختلاس المال العام، هي من الجرائم الأخرى التي تندرج تحت مسمى واحد وهو العبث بمقدرات الوطن.  

لقد أوجد المنظم العديد من الأحكام الرادعة والتي قد تصل العقوبة فيها الى ملايين الريالات وذلك بحسب الجريمة ونوعها وتصنيفها وموقعها ووقتها ومدى نتيجة الضرر الذي تسبب فيه المدعى عليه بحالة إدانته وكذلك عقوبة السجن قد تصل الى عشرات السنين ومن غير الجمع بين عدة عقوبات في وقت واحد، يرجع ذلك الى تقدير الحاكم وما يتم عرضه بين يديه من أدلة وبراهين وحضور الشهود والتلبس بالجريمة. 

إن هيئة الرقابة ومكافحة الفساد تقوم على قدم وساق في محاربة الفساد والمفسدين والقضاء على جذوره وقد وضعت عدة وسائل تواصل إجتماعي من إنشاء المنصات الإلكترونية لإستقبال البلاغات وتعاون الجميع معها من تقديم البلاغات عن أنواع الفساد المالي وكذلك الإداري والوظيفي على الهاتف المجاني رقم  980 ، لم تقف الهيئة عند هذا الحد بل قامت بنشر التوعية بين أفراد المجتمع عن طريق شتى وسائل التواصل الاجتماعي وهي تفتح أبوابها وفروعها في كل وقت وحين لاستقبال البلاغات والشكاوى.  

عندما يتم القبض على المجرمين وتثبت إدانتهم بالاعتداء أو العبث بمقدرات وممتلكات وطنهم يتم نشر الأحكام الصادرة بحقهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل مبدأ شفافية وإيضاح لكي يتم ردع لمن تسول له نفسه الإقدام على تبديد أموال الدولة العامة ومقدراتها وثوابتها القوية. 

لقد قال وذكر وأكد خادم  الحرمين الشريفين رعاه الله مقولته الشهيرة ( المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه لأحد ولا تعطي أياً كان حصانة في قضايا الفساد) وكذلك ماذكره سيدي سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ( لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أيا من كان لن ينجو سواءً كان وزيرًا، أو أميرًا……)

كتبه الأستاذ : ماجد عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat