مقالات وقضايا

لا تلوم احداً

إن اللوم يعتبر احد وسائل التوجيه المتعدد في الانتقاد من حيث التوبيخ لفعل عمل معين او سلوك غير سوي او غير مقصود. 

النقد للاخرين سوف يوقعك بالكثير من المشاكل والتي قد لا تجد لها الحل، السبب الرئيسي في ذلك الأمر هو عدم معرفة واقع الناس وكيف تشكلت لديهم الظروف والأسباب والعوامل السابقة ، إن كل إنسان يختلف عن الآخر في جميع المناحي ولا يوجد تشابه حتى في سلوك التؤم المتشابه، فقد يتشابهون في الأشكال طبق الأصل ولكن في الاخلاق لا يمكن المقارنة في ذلك أبداً ابداً. 

الانتقاد الاصيل يكون في إنتقاد الإنسان نفسه بشكل مستمر من الوقوع في الأخطاء ومحاولة معالجتها أو التحكم فيها والسيطرة عليها، لا شك أن طبيعة الإنسان هي اللوم يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم ( ولا أقسم بالنفس اللوامة) فالنفس لابد أن تلوم حالها ووضعها وهذا من طبيعة الانسان وفطرته السليمة، وإذا قمنا باللوم على الآخرين فإن ذلك فتيل نار الحقد والبغضاء وحصول المشاكل السلوكية السيئة من شكوك وعدم ثقة والخيانة والاعتداء والشتيمة وغيرها من السلوكيات السلبية والتي تؤثر في تعاملنا مع الآخرين. 

إن الإنسان بطبيعته يحب من يحترمه ويقدر كيانه الخاص  ويجعل له اعتباراً ويشعر معاه، لكن النقد سوف يبتر العلاقات بين الآخرين ، التوصية التي أوصي بها هي البحث والتقصي في تطوير الذات من خلال قراءة الكتب وحضور الندوات والمحاضرات وورش العمل المختلفة في فهم النقد الفهم الصحيح والتفرقة بينه وبين النقد اللاذع أو السيء. 

من المهم جداً تقبل اعمال الذين يعملون تحت يديك وذلك من خلال التشجيع المستمر لا استخدام النقد في اعمالهم لكي لا يشعروا بعقدة النقص.

إن الحياة الزوجية هي التي لا يمكن ان نستخدم فيها النقد خصوصاً عند انجاز الاعمال سواءاً من قبل الزوجة أو الزوج ، فاذا انتقد الزوج طعام زوجته فسوف تنزعج الزوجة من هذا الأمر ويؤثر على جودة طهي الطعام. 

كذلك الزوج عندما يأتي من العمل وثيابه متسخة وتجد الزوجه توجه اللوم له وتسخر منه او تحط من قدره بسبب وضعه وملابسه وهذا ليس بيده فإذا قامت الزوجة بالنقد فإنها تؤثر على نفسية زوجها وتجعله يكره القدوم للمنزل. 

كتبه/ 

ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat