مقالات وقضايا

الواقع أصل والتمني شيء

الكثير منا لا يدري ماذا يريد ؟! ولا يعرف ما قيمته بالحياة! بل إن البعض، قد وصل لدرجة من الضياع ، والتيه، والشتات الفكري بسبب التمني والذي قد لا يدركه الإنسان، إن التمني موجود لدى الجميع، الكل يتمنى حياة هادئة ، وهادفة، والوصول الى دخل مالي عالي، لكن هنالك واقع لابد لنا أن نعي وجوده، وقوته وسلطته، التي تفرض عليك الأمر الحقيقي وتقبله بأي شكل كان ، إن مواجهة الواقع بالاستسلام له أمر سيء  وغير مقبول لدى العاقل، لكن الأسوء من ذلك هو عدم التفكير بأن ذلك هو الواقع الذي تعيشه ، ولعلاج تلك المشكلة لابد لنا من الوعي بمعرفة ما نحن عليه، بأن يكون لدينا فكر واقعي بأن الحياة تحديات وأنه لا يمكن لك أن تحصل على كل ما تريد ، حتى الأغنياء!؟ بعضهم لا يستطيع الوصول أو الحصول على الشيء الذي يريده، فإذا كنت غنياً فإنه يوجد من هو أغنى وأقوى منك ولا تستطيع مواجهته أو حتى منافسته ، فإذا كنت غنياً قد تستطيع شراء سيارة من نوع لكزس ، لكن لا تستطيع شراء يخت فاخر في البحر مثلاً، واذا كنت تستطيع شراء يخت !، فإنك لن تستطيع شراء جزيرة وهكذا هي الحياة. 

إن الناس درجات في الدنيا، الأغنياء طبقات والفقراء كذلك، وهذه هي طبيعة الحياة ودستورها.

إن العلاج الحقيقي لكي تعيش الواقع ، هو تقبله بالقناعة والصبر ووضع نفسك بحدود الدائرة التي تعيشها ، لا تخرج خارج الدائرة التي أنت بها، استخدم عقلك وحكمتك التي وهبك الله إياك، والرضى هو علامة النجاح، والفلاح في الحياة الدنيا، لا بأس أن يتمنى الشخص!؟ لكن يجب الحذر من الوقوع في، بحر التمني والذي قد يغرقك في الوهم، لأن التمني في الغالب مثل الأحلام الغير واقعية والتي توقعك في سراب لا فائدة منه ، يجب أن تعيش الواقع وتتعايش. معه بالشكل الصحيح ، الواقع الذي لا بد للإنسان أن يعرفه هو أن الحياة  قد لا تأتي بحسب مزاجك أو رغبتك، لكن أن تكون واقعياً بأن لا تستلم للواقع كثيراً ولا تبحث خلف التمني كثيراً.    

كتبه الاستاذ / ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat