مقالات وقضايا

خدمة المراجعين شرف وتيسير

الكثير من الموظفين يعملون في شتى القطاعات سواء القطاع الخاص أو العام أو غيره، هذه المقالة موجهة للموظفين الذين يقومون بخدمة المراجعين بشكل عام، حيث أن خدمة المراجعين شرف وتحتاج إلى إتقان ومهارة عالية وأمانة وإخلاص وثقة ودقة وصبر وحكمة وحلم وتأني وغيرها من المتطلبات الضرورية لمثل هذه الوظائف التي تعد شرفاً لمن يقوم بتأديتها. 

‏عندما تكون موظفاً وتأتي إلى عملك مبكراً مبتهجاً مليء بالنشاط والحيوية ومستعداً لاستقبال المراجعين، إن خدمة المراجع بنفس طيبة وبشاشة وسعة صدر وإخلاص هي دليل قاطع على النجاح والتفوق في حياتك العملية والأسرية بشكل كامل، إنما تقوم به من عمل يعد نبيلاً وشرف للمنصب الذي وضعت من أجله.

‏ إن تيسير الأمور على المراجعين وفق النظام وفي حدوده هو بحد ذاته امراً محموداً من غير تعقيداً أو حتى تشديد، هذا العمل يعد ولاية قد مكنك الله منها ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به) إنها دعوة نبي ودعوة الأنبياء لا ترد وهي دعوة مستجابة ولا يختلف عليها أي كان، والخيار لك إن ارفقت بهم فإن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أصابتك وأن شقيت عليهم فإن الدعوة النبي صلى الله عليه وسلم عليك أصابتك، إن الأصل في المعاملات عدم التعقيد فيها، بل التسهيل ومراعاة الظروف والأوضاع المختلفة، إنك عندما تشدد على وتقف عثرة في معاملاتهم من غير حق وأن لا تخترق النظام فإنك تخسر خسارة مبينة، فيكفيك دعوة النبي عليه الصلاة والسلام عليك، وذلك من غير دعوة المراجعين الذين تم ظلمهم وشققت عليهم في امورهم والتي يمكن أن تسهلها بشكل بسيط وسلسل ولا تكلف في الإنجاز بل هي من مهامك المؤتمن عليها، إن العمل عبادة وقربه إلى الله سبحانه وتعالى إذا وضعت مخافة الله بين عينيك وداخل قلبك، ذلك هو الناجح في الحياة الدنيا وفي الآخرة، عندما تسهل المعاملات على المراجعين فإنك تكسب الدعوات في ظهر الغيب فكم مضطر دعا لك وكفاك الله بدعوته شرور المصائب بل سهل الله لك كل خير ، أي خير ينتظرك وبركة تحل عليك عندما تقوم بخدمة المراجعين وتكسب خيري الدنيا والآخرة، تخيل نفسك لو أن لك معاملة في دائرة أخرى فإنك سوف تتمنى أن يتم تسهيل معاملتك فالذي تريده لنفسك يريده الآخرون لأنفسهم كذلك، وفي الحديث الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم (  لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وهذا الحديث فيه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم وشرط بأن لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، إن الكلمة الطيبة صدقة عندما تواجه المراجعين بالكلام الطيب فإنك لن تخسر شيء بالعكس سوف تكسب ودهم وهذا يعتبر من الفنون والمهارات التي يتم تدريسها وتطويرها في أكبر الشركات الكبرى مع العلاقات مع العملاء. 

‏إياك من الظلم فإن الظلم نتيجته وخيمة وعاقبته مؤلمة ، والظلم ظلمات يوم القيامة وتذكر قدرت الله عليك يكفي أن المظلوم إذا دعا الله فإنه ليس بينه وبين الله حجاب.

كتبه / ماجد عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat