مقالات وقضايا

التكلف في العزائم و التصنع في المناسبات

إن التكلف في أمور الحياة ليس بمشروع بل إن الله سبحانه وتعالى نهى عن التكلف في النفس الإنسانية بقوله تعالى ( لا يكلف الله نفساً الا وسعها) إن التكلف هو من الإسراف وأسلوب غير حضاري ولا يصلح أن يتكلف الإنسان بأكثر من قدراته وقدرته وطاقته  وأحواله وأوضاعه لكي لا يقع في الإحراج أو التورط في أمور قد لا يمكن الخروج منها وعلى سبيل المثال، عندما يكون راتبك قرابة 6000 ريال وتنفق أكثر من هذا الراتب بأضعافه عندها تكون ضحية الديون والإحراج وهذه الديون سوف تتراكم عليك وبعدها تصبح أمام دوامة قد لا تخرج منها بسبب عدم لبس الثوب الصحيح على المقاس المناسب لوضعك، ليعلم الجميع أن هنالك من فئات المجتمع ينفق مبلغ 6000 ريال في اليوم ولا يضره شيئاً بل أنه يوجد من ينفق أكثر من هذا المبلغ وهذا أمر طبيعي اختلاف أوضاع الناس ومقاماتهم الدنيوية وما يملكون ولكن الإنسان الحكيم والفهيم هو الذي يستطيع إدارة ما يملك ولكي تدير ما تملك عليك بالثقة بقدراتك وعدم الاستهانة بمن يمشون في حياتهم على خطى ثابته وواثقة ووفق رؤية واضحة ودليل واضح وسراج منير ينير طريقهم نحو حياة أفضل وأجمل، التصنع في المناسبات قد يكون دليلاً على عدم الثقة أو الشعور بالنقص الداخلي،  هنالك فئة من الناس يقومون بالتصنع من أجل كلمة مدح أو ثناء ولكن لم يعلموا أن نهاية التصنع هو الفشل والخذلان، إن التصنع سرعان ما يتلاشى في حياة المتصنع وتنكشف الحقيقة التي تخفي حقيقة من أمامك ويصبح عندها سراب لا فائدة منه، ومن أمثلة التصنع هو الإسراف في إعداد الولائم في المناسبات والأفراح ودفع الغالي والنفيس من أجل لحظة لا تتعدى سوي ساعات قليلة، من هدر للأموال والخيرات، إن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أمر أن لا نسرف ولو كنا على نهر جاري،  إن خطورة لحظة التصنع قد تمتد لسنوات طويلة،  فعندما تدفع مئات الاف الريالات على ليلة واحدة وأنت غير مقتدر لا تجني منها سوى الضائقة المالية التي قد تمتد سنوات من عمرك، أن الوقت من الذهب والذهب من الوقت،  وأعظم سبب للتصنع هو تقليد من يملك القدرة على تحمل تكاليف هذه المناسبة والمبلغ الذي يدفعه لا يؤثر على ميزانيته شيئاً ويعتبر نسبة لا تذكر من المال الذي يملكه، وهذا لا يعني أن الغني يصرف والفقير يمسك ولكن الحقيقة هي في الموازنة في الأمور ووضع الشيء في مكانه الصحيح،  عندها تصبح الحياة أكثر مرونة وسلاسة، ما أجمل طبيعة الإنسان من غير تكليف ولا تصنع لأن نتيجة التصنع والتكليف لا تنفع بل تضر خصوصاً العلاقات مع الآخرين  وقد تتحول للعداوة بسبب الأمور المتصنعة والمتكلفة.

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat