مقالات وقضايا

الحياة الزوجية ظروف وأسباب

الكثير منا يعتقد أن الحياة الزوجية هي حياة رومانسية بشكل كامل، وهذا المعتقد خطير، وخطأ فادح، يقع فيه الكثير من الأزواج أو المقبلين عليه، بحيث أن الحياة الزوجية عبارة عن سفينة تواجه أمواج الحياة العاتية، والزوج والزوجة يعتبرون قادة هذه السفينة، إن الأصل في الحياة الزوجية وركنها الأساسي ، أنها قائمة على تحمل المسؤوليات بشكل كامل بين الطرفين ، وأنها حياة مبدأها التعاون ،والتفاهم ،والتشارك، والصبر على أقدار الحياة ، ومكابدتها على مدار الوقت ، الزواج هو مجموعة من الأحاسيس والمشاعر العديدة، من رحمة وعلم وطيبة وعاطفة ولباس وشعور وحب وألفة وقلق وعافية، يكفي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث ( استوصوا بالنساء خيراً) إلي أخر الحديث الشريف، إن الزواج مبدأه الأساسي هو إعمار الأرض وذلك بكثرة النسل من البنين والبنات ، وتربيتهم التربية الصالحة بعد دعاء الله سبحانه. 

إن نجاح الحياة الزوجية يكون بعدة طرق ، وأهمها التغافل والتسامح والتغاضي عن بعض الأمور، الكثير يفشل في الحياة الزوجية وذلك بسبب أنه فقد معرفة السبب الحقيقي من وراء هدف الزواج السامي ، وهو مبدأ أساسي وثابت، من تكاتف بين الزوجين على أساس معرفة الزوج لدوره في المنزل وكذلك معرفة الزوجة لدورها الحقيقي في المنزل ، وخلاصة القول أنه لو عرف الزوج دوره الحقيقي وكذلك الزوجة دورها الحقيقي وتمت تأديته بالشكل الصحيح والسليم والمطلوب ، لما حصلت مشاكل، سوى شيء بسيط يكاد لا يذكر، لابد للزوج أن لا يستخدم أسلوب النقص، والبحث عن الزلات وكذلك الزوجة، لأنهم بهذه الطريقة سوف يشعلون نار العداوة والبغضاء ، ويتسببون في الحالات النفسية والاضطرابات السلوكية لدى أطفالهم ، مما يتسبب بحدوث شرخ في جدار حياة الأسرة وذرياتهم، ولكي تصبح الحياة الزوجية متناغمة يعمها الهدوء ،والسكون، والطمأنينة ، يجب اتباع الآتي ، أولاً التركيز على ذات الدين ،وهذا الذي أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث( أظفر بذات الدين تربت يداك ) لأن المرأة اذا كانت ذات دين فإنها تصون نفسها وبيتها وتخاف الله عندما تطيع زوجها، كذلك من الأسباب المعينة على التوفيق بالحياة الزوجية ، هي قلة المهر والمؤونة وهذا ورد فيه حديث خير الورى نبينا محمد عليه أفصل الصلاة والسلام ( أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة) إنه رسول الله عليه السلام ، الصادق الآمين، فكيف تتحقق هذه البركة إلا اذا قلت تكاليف الزواج ، وأيضاً صلاة الاستخارة ،والتي هي دأب الصالحين وطريق التائهين الباحثين عن الحل، والنور الذي يضيئ لهم الطريق، لابد أن يتم تكثيف الدورات الإرشادية والتوعوية في الحياة الزوجية بشكل كامل ، إن الحياة الزوجية هي جدار آمان المجتمع ، واذا هدم هذا الجدار فلا أمن ولا آمان ، الزواج سنة كونيه فيها يتحقق مبدأ إعمار الأرض لبني البشر. 

كتبه / ماجد عايد خلف العنزي  

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat