مقالات وقضايا

(الإحتيال والنصب وعلاقته بالذكاء الصناعي)

‏إن وسائل الإحتيال والنصب التقليدية موجودة ولكن هنالك جرائم الإحتيال والنصب والتي تعتبر مستمرة ومتطورةً ومتقدمة وقد يستخدمها المجرمون في الوصول للضحايا من خلال الكمائن المختلفة والدقيقة، من أبرز هذه الكمائن استخدام تقنية الذكاء الصناعي والذي بدوره يذهب عقل الضحية من خلال الخداع والتضليل مما يقع في شراك عملية النصب والاحتيال بعملية منظمة ودقيقة جداً، لابد أن يتم تكثيف الجهود المبذولة والتعاون من قبل جميع الجهات سواءً الحكومية أو القطاعات الخاصة المتعاونة والمكملة لدورها لحماية المجتمع من الإحتيال والنصب والتضليل والخداع قدر المستطاع، لا بد لنا من تكثيف كافة الجهود بشكل مستمر ودائم ولا نكتفي إلا من خلال التوعية الصحيحة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة بل التركيز على هذه التكنولوجيا المتطورة واستخدامها لمحاربة الشر.

‏هنالك مثل منتشر بيننا ومعروف(الوقاية خير من العلاج) إن الوقاية من الوقوع في عمليات النصب والاحتيال المنظم ضرورة ملحة وأمر لابد أن يتم التركيز عليه في جميع الوسائل والطرق الممكنة و المتوفرة، بداية بتوعية الفرد نفسه وأسرته والمجتمع المحلي، وأيضاً تعزيز دور المدارس من خلال إدخالها في عملية المناهج التعليمية كأول خطوة أولى وضرورية وفقاً لخطط مدروسة ومعلومة يضعها المختصين والخبراء في مجال الأمن السبراني والأمن الفكري والإلكتروني وتكون هذه المناهج تناسب القدرات العقلية لكل فئة عمرية سواءاً من الطلاب أو الطالبات وبدأً من مرحلة الطفولة المبكرة حتى المرحلة الجامعية، إننا نواجه هذا الطوفان من عمليات النصب والاحتيال وكذلك بطرق ذكية من استخدام الهاكرز أساليب لا يمكن أن يتم الكشف عنها ويصدقها العقل مباشرة، إننا في ظل هذه الظروف والأمور التي يتم الكشف عنها بشكل مستمر من عمليات خطيرة دمرت كثير من الأشخاص بل جعلت حياتهم جحيماً لا يطاق ‏من خلال اختراق حساباتهم البنكية والاستيلاء على اموالهم بطرق غير مشروعة مما تسبب لهم بالكثير من المشاكل والمصائب، إن أكثر الطرق احترافية هي انتحال الشخصية أو الصفة لشخصية معروفة أو كيان معروف مثل البنوك أو رجال الأعمال أو الأمراء أو الوزراء أو رجال الأمن أو المؤسسات الحكومية وقطاعات الخاصة والعامة مستغلين بذلك حاجة الناس وظروفهم الصعبة، لماذا يتعرض كثير من الناس للنصب والاحتيال ويصبح ضحية لمثل هذه التصرفات الخطيرة؟! إن هذا السؤال لابد له من جواب والكثير يسأل عن هذا السؤال وحتى المختصين والجواب على هذا السؤال يكون من خلال الجهل في الأنظمة وكذلك وعدم الوعي الكامل والكافي والتحري عن مصداقية وسائل الإلكترونية ، بحيث انه بضغط الزر قد يضيع مستقبلك، هنالك الملايين من الناس في المجتمع يحتاج إلى توعية حقيقية ومستمرة، إنني لا أقوم بتخويف الناس من النصب والاحتيال ولكن هذه الجرائم تظهر بشكل دائم وبصور وأوجه مختلفة وطرق قد لا يتم تصورها العقل.

‏من الأمور التي يصعب على المحتالين أن يخترقوا الوصول لبياناتك هو عدم إعطاء أي كان بياناتك الأساسية سواءً البريد الإكتروني أو حساب نفاذ الوطني أو تاريخ الميلاد أو العنوان الوطني أو البيانات البنكية وغيرها، هذه الأمور تعتبر من الأمور التي لا يتم الكشف عنها إلا عن طريق الجهات الرسمية المعتمدة والتأكد منها والأفضل أن يتم التعامل بشكل مباشر.

‏المقترح الذي أوجهه إلى وزارة الداخلية مشكورة على جهودها المستمرة والحثيثة لحماية الأمن الداخلي وتعزيز المفهوم الأمني الصحيح ، أنه عندما يستخرج أي شخص حساب أبشر جديد بحيث أغلبهم يكونون طلاب أو طالبات صغار في السن لا يتم استخراج حساب أبشر إلا عن طريق اجتياز دورة خاصة عن جرائم النصب والاحتيال وتكون هذه الدورة عن بعد والإلكترونية بالكامل وبلغات مختلفة من أجل أن يكون هنالك دعم مباشر وتعليمات للمستخدمين حساب أبشر بتوعياتهم وتحضيرهم واستعدادهم وهذا بدوره سوف تتم عملية الوعي والثقافة الكاملة لتجنب مثل حالات النصب والاحتيال التي قد تحصل في أي وقت، ويتم تحديث هذه الدورة في كل وقت بسبب التطور التكنولوجي الرهيب والمستمر.

كتبه الأستاذ / ماجد عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat