مقالات وقضايا

نظرية الوالدين


إن النظرية لدى كل إنسان منا تتشكل وتنسجم وفق عدة معطيات وأمور تحصل من خلال عدة عوامل كثيرة جدا لتخرج وتنتج لنا بمنطق معين في أسلوب ونمط حياة كل إنسان.
التربية منذ الصغر والخبرات والتعليم والمجتمع المحيط والمحاولة والخطأ والتكرار والقدرات العقلية تكون لنا نحتاً معين من أسلوب وطريقة الحياة الممنهجة والأوضاع التي يسير عليها كل إنسان منا في نمط حياته اليومية.
الأب والأم تتشكل لديهم هذه النظريات والأفكار والقناعات في طريقة أسلوبهم لتربية الأبناء والبنات منذ صغرهم لتصل إلى محاولة تنشأتهم النشأة الصحيحة والسليمة وفق فكرهم ومعتقدهم.
الكثير من الأبناء والبنات يضع اللوم والنقد على الوالدين في طريقة تعاملهم معه.
لابد لنا أن نربي الأجيال على تقبل طريقة تربية الوالدين لأطفالهم ، لأن الأب والأم الأصل فيهم أن يربوا أسرتهم على الشيء الصحيح والخطأ قد يكون وارد بسبب نظريتهم وفكرهم والذي يصعب تغييره بسبب عوامل السنين الماضية والتي كونت لنا منهج معين للتربية، فهذه هي نظريتهم وطريقتهم وأسلوبهم وهو اجتهاد الأباء والأمهات ويجب علينا أن تعامل مع الوالدين بالتقبل و بالصبر والإحسان، يقول الحق تبارك وتعالى ( وبالوالدين إحسانا).
إن وضع اللوم من قبل الأبناء والبنات ونعت التسبب في الفشل بسبب الوالدين لا جدوى منه سوى الحقد والذي يؤدي للعقوق والتفرقة والعصيان.
التعامل الصحيح هو الصبر الجميل والرضى بالقضاء والقدر.
دائماً الذي يلوم والديه يكون قوياً في جسده وفكره وقد بلغ أباه وأمه الكبر وهذا الخطأ بعينه، لماذا تلوم وأنت قد أصبحت قوياً ويمكن لك أن تجتاز ما حصل لك وبيدك، فلماذا يكون لدينا نزعة شيطانية وشهوة انتقامية من شيء قد مضى وانتهى ولا يمكن له العودة.
يجب أن نتذكر ونعلم جيداً أنه لا يمكن إرضاء الجميع ، إن رضا الناس غاية لا تدرك، فإذا تسخطت على أسلوب تربية الوالدين فسوف يأتي الوقت الذي يتم التسخط منك والملل من طريقتك في التربية كذلك ، إنه كما تدين تدان وكما تهين تهان، وكما تزرع تحصد، وقانون الدنيا هو الدوران، هنالك قواعد كثيرة ، منها الجزاء من جنس العمل، وهذا من الحكمة التي لابد منها.
إن أنسب تعامل مع الذي يعتقد أن والديه قد ظلماه أن يكفي شره عنهم ويحسن إليهم، فهذا هو فن التعامل والرقي في التصرف في مثل هذه الأوقات العصيبة والأزمات المريبة.
أعلم أن عقوبة الأم أو الأب وقسوتهما هي خوفاً عليك من الضياع أو ردعك عن الوقوع بالخطأ.
خلاصة القول في وصية الله سبحانه وأمره ، يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم والعزيز ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) وقوله تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا)

كتبه الاستاذ ماجد عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat