مقالات وقضايا

 يوم الأخ العالمي

يصادف يوم الأخ العالمي من كل عام بتاريخ 24 مايو ، وهذا اليوم هو في الحقيقة يوم للأخ، بسبب القصص والتضحيات المجيدة التي يقدمها الكثير من الأخوة ، فالأخوة يحتفلون بأخوتهم ويحق لهم ذلك ، إن الأخ خصوصاً الأكبر في العائلة يعتبر عامود البيت وهو أمان بعد الوالدين بالذات ، وهذا السائد في المجتمعات التي من حولنا، الكثير من الأخوان يحملون مسؤولية على عاتقهم في تربية أخوتهم وأخواتهم الصغار ، خصوصاً بعد فقدان أحد الوالدين خصوصاً الوالد، لكن هنالك نقاط مهمة ومفصلية في موضوع الأخ ، إن الكثير يعتقد أن الأخ هو حق كامل ولابد أن يلبي كل مطالب الأسرة من أخوة وأخوات وكذلك أعمام وأخوال بأي طريقة كانت وهذا الاعتقاد لا يصح ، إن الأخ قد يقف بجانب أخوته في الأزمات التي لا يملكون لها القدرة على مواجهتها لكن بشرط أن تكون هذه الأزمة ليست مفتعلة بيد أحد الأخوة أو التخبط من اتخاذ قرارات يتحمل نتيجتها أحد الأخوة بسبب تصرف هذا الأخ الذي يتصرف برعونة وعدم انتباه لكثير من تصرفاته أو أسلوب حياته ، إننا عندما نقحم الأخ الكثير من المهام والتي يستطيع باقي الأخوة عملها ، فإننا بذلك نحطم دور الأخ ومع مرور الوقت، سوف يتخلى الأخ عن أخوته  الذين تسببوا بذلك،  سوف يتهرب من تلك المسؤوليات وقد تصل به النتيجة الى ترك أخوته والإنفصال عنهم بسبب هذه التصرفات التي لا تجني إلا على الأخ الدمار ، جاء في قوله تعالى في الآية الكريمة ( ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي)). 

لا بأس أن يستعين الأخ بأخوه وبخبرته  في الحياة وإدارة الشؤون ، لكن لا نجعل ذلك الأمر حقاً مشروعاً وكاملاً بأن ينصاع الأخ خلف القطيع ، إن كثير من الأخوة يصدر مشاكله لأخوته الآخرين وهذا قد يضر العلاقة الوطيدة بين الأخوة مما يتسبب في الشقاق والخلافات والصراعات التي لا تنتهي، إن الأخ هو بلا شك محزم يشد فيه الظهر ، لكن لا نحمل أخوتنا فوق طاقتهم وقدرتهم ، يقول الحق تبارك وتعالى ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها). 

الأخ قد يقف بداية حياته مع أخوة ، لكن يصل فيه الأمر الى الزواج وتحمل مسؤوليات إضافية قد تكلفه الكثير من زوجة وأطفال ، كذلك قد يكون وضعه المالي قليل، من غير الإلتزامات الكبيرة. 

إن الإعتماد على النفس وعدم إنتظار الدعم من الآخرين،  بل يجب أن يكون لدينا المبادرة لمواجهة أمور حياتنا بأنفسنا ولا بأس أن نستعين على ظروف الحياة ومشاقها المختلفة من خبرات أخوتنا.  

كتبه / ماجد عايد خلف العنزي  

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat