بالرغم من أن عام 2020م سوف يغادرنا ويودعنا من غير رجوع ولا عودة، فقد اقتربت أبواب النهاية على الإغلاق الإقتراب ، كغيره من الأعوام السابقة، لقد مرت علينا الكثير من الأحزان والأفراح والأتراح والمصائب والفقر والغنى والصحة والعافية والمرض وموت الأصحاب والأحباب والخلان وولادة الأطفال والزواج والعديد من المناسبات وغيرها ، إنها سنة الله في الكون، إن الدنيا لا تبقى على حال واحدة ،إن من أجمل وأروع أيام حياتنا هي في أثناء الحجر المنزلي من فايروس كورونا فقد كنا مع أهلنا وأبنائنا وبناتنا وأزواجنا مجتمعين في كل وقت وحين، متحدين مع بعضاً البعض وبالرغم من القسوة التي حلت علينا الا أنها من أجمل الأيام والساعات التي نعيشها، لقد فقدنا الكثير من أهلنا ولكن نحمد الله سبحانه عل كل حال وحين، إن الماضي الجميل بأن نتذكره ونعيد شريط الذكريات التي مرت علينا خلال مراحل حياتنا من طفولة وشباب ورجولة وحتى الكهولة، إن لكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان لها الاهتمام الخاص بها، والأفضل أن نعيش لكل مرحلة احتياجاتها وظروفها وعواملها، الكثير من الناس يقف عند الماضي الجميل ويتحسف على ما فاته من أمور كثيرة ولكن هذا الأمر غير مناسب بل يبعث على اليأس والقنوط والحسرة والندامة، الأًصل في الأمور أن نعيش يومنا ولحظتنا التي نستطيع العمل بها ، أترك الماضي ولا تنتظر المستقبل بل فكر في وقتك الحالي وكيف تستطيع أن تستثمره بالشكل المناسب ، إن الإيمان بالقدرات التي وهبك الله إياها هي بحد ذاتها نعمة لا تعد ولا تحصى، إن من الحكمة أن لا تندم على مافات ولا تفرح بالذي عندك بل كن مكابداً في حياتك، مجتهداً نشيطاً في عملك، مستغلاً كل لحظة من حياتك الاستغلال الصحيح والسليم، إن الوقت من الذهب والذهب من الوقت والوقت يذهب، عندما ترضى على العمل الذي تقوم به تكون سعيداً ولكن بشرط أن لا يكون عملك خاطئاً أو مخالفاً للقوانين والأنظمة، وتذكر أن الرزق مقسوم والسعي مطلب ضروري في الحياة بأن تبذل الأسباب والأفعال بعد التوكل على الله سبحانه، أخي كن مثل الأشجار عندما تتساقط أوراقها فإنها تستعد لدورة جديدة من النمو والاخضرار مرة أخرى، وها هي الحياة فقد يكون الألم أمل، الظروف التي يعيشها الإنسان يستطيع أن يجعلها من صالحه، فقد تكون الظروف الصعبة هي مصنع الأمل والآمال وإنتاج المزيد من النجاح والفلاح ، سوف تبدأ مرحلة من مراحل حياتنا وعام مشرق كإشراقة الشمس وجمالها 2021م.
