مقالات وقضايا

دق ناقوس خطر الشيشة الإلكترونية

لقد تعددت أنواع الشيشة الإلكترونية ، من التبغ أو النيكوتين ، وذلك من خلال المسميات الجذابة والأنيقة ، من معسلات ، و سحبات ،  وفيب ، و سموك، وفورية ، وغيرها من مئات المسميات البراقة و الأخرى.

هنالك الكثير من النكهات العديدة، التفاح، والمانجو ،والفراولة ،والعلكة والتوباكو والمانجو و العسل ، والفواكة وطعم الدخان ، والتوت والعنب ، ونكهة البيبسي والكولا ومشروبات الطاقة و الشوكلاته ، والليمون، والأناناس و والبطيخ  والفانيليا و غيرها من المغريات من صور وألوان زاهية وملفته للنظر وذلك من غير الروائح الزكية والتي لا يعرف لها أصل حقيقي.

 إن الخطورة الحقيقية تتمثل في  ما يسمى بالشيشة الالكترونية أو السحبة أو الفيب أو السيجار الإلكتروني ، هو سهولة اقتنائها في اي وقت وفي اي مكان ، ممكن أن تضعها وتستخدمها بدون أن يشعر بك أحد، كذلك احتوائها على النكهات السكرية التي تدمر الأسنان بسبب طعم مذاقها الحلو ، إن الألوان المستخدمة بالسائل الذي يتم وضعه بالسيجارة يعتبر كيمائي وغير طبيعي البته، بل يحتوي على زيوت لا يعرف ما هي بالضبط، إن النكهات التي يستطعمها شاربها كلها إصطناعية وليست طبيعية ، علاوة على إنفتان وإنجرار فئة صغار السن لها، بسبب لونها الساطع وشكلها  الملفت والرسومات والصور الإحترافية، وطعمها ورائحتها ، إنه من السهولة بمكان اقتائها، ويمكن تدخينها في اي مكان من غير أن يلاحظك أحد، ولا تحتاج سوى شاحن الجوال الذي تستخدمه في المنزل او في أي مكان.

إن هذا النوع من التدخين قاتل ومؤثر بشكل كبير على الرئة من تكون بقع الزيت ، وللأسف لا يوجد دراسات وأبحاث توضح الخطر الحقيقي المقترب والآثار الجانبية التي سوف تسببها للمدخن الذي يقوم بعملية التدخين، لقد إطلعت على الكثير من الأبحاث باللغة الإنجليزية ووجدت مدى خطورة هذا الأمر ، وسوف يتم استشعار الخطر خلال السنوات القادمة، خصوصاً اذا استمرت بالإنتشار والتوسع، لقد نشر بحث من قبل جامعة نيويورك، لانغون هيلث ، بحيث توصلت الدكتورة/إيما كاري الى  نتيجة مفادها، إن الطريقة التي يستخدم بها المدخنون السجائر الإلكترونية والشيشة المتنوعة،  قد تعرض الأنف والجيوب الأنفية لانبعاثات أكثر بكثير من السجائر، مما قد يزيد بدوره من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي.

يقول  الدكتور لانغون هيلث ، الاستاذ  في قسم الطب البيئي في مدينة نيويورك ، إن العلاقة بين كيفية تدخين الناس ومخاطرهم الصحية المحتملة قد شوهدت من قبل، و على سبيل المثال، عندما يدخن الناس السيجار، فإنهم لا يستنشقون بعمق، ويصابون بسرطان الفم أكثر مقارنة بمدخني السجائر الإلكترونية، الذين يستنشقون بعمق أكبر.

ذلك الأمر يتضح من خلال الكمية الهائلة من الأدخنة المتصاعدة والمتبخرة أثناء استخدام اي نوع من انواع التدخين الغير تقليدي. 

إنني في هذا المقال لا أشجع على التدخين العادي أو التقليدي ، بحيث انها تمثل خطورة كبيرة للانسان لجميع الأنواع التبغ أو الممارسات الأخرى، لكن بدأت الشيشة الإلكترونية او الفيب او السحبة أو الفورية ، بالظهور بين الفتيان والفتيات اليافعين خصوصاً، لقد أصبحت موضة خطيرة، ولا يتم استشعار الخطر حتى يتم حدوث الفاجعة خلال الأعوام القليلة القادمة.

لقد تم نشر دراسة في  مجلة (آي ساينس الأمريكية) ومفادها ، إن تدخين السجائر الإلكترونية يصيب مدخنيها بالتهابات في المعدة والأمعاء، واكتشفت الباحثتان سوميتا داس، أستاذ علم الأمراض المساعد، وبراديبتا جوش، أستاذ الطب الخلوي بكلية طب سان دييجو، بالتعاون مع مركز أبحاث موورس بجامعة كاليفورنيا، أن استخدام السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين على نحو مزمن، يتسبب في ارتشاح المعدة، مما يؤدي إلى تسرب الميكروبات وجزيئات أخرى، مؤكدين أن ذلك يصيب المدخنين بالتهابات مزمنة.

 هنالك دراسة طبية أخرى ، نشرت في عام 2021م  من قبل أكاديمية الأطفال الأمريكية لطب الأطفال،  بأن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 24 عام، الذين استخدموا السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات ليصبحوا مدخنين يوميين للسجائر، وهذا بحد ذاته يستدعي الجهود من قبل رب الأسرة كخط أولي وبعدها دور المجتمع والجمعيات الخاصة لمكافحة التدخين والوعي ، بمنع مثل هذه الظاهرة التي سوف نفقد فيها الكثير. 

الكثير من الناس الذين يستخدمون هذا نوع من التدخين ، يعتقدون أنه صحي وأنه منتشر في اوروبا والدول المتقدمة، وهو بديل عن الدخان التقليدي، لكن في حقيقة الأمر ، هي مجرد إشاعة ووهم حقيقي ، بحيث لم توافق الولايات المتحدة الأمريكية  على السجائر الإلكترونية وأقلام السجائر الإلكترونية ، ولا  إدارة الغذاء والدواء (FDA) كوسيلة للإقلاع عن التدخين، ومن المهم ذكره ، أن السجائر الإلكترونية لم تثبت أنها وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع عن التدخين، وهذا الذي ذكرته المكتبة الوطنية للطب في أمريكا.

لعل السجائر الإلكترونية هي الأكثر انتشارا بين المراهقين والصغار وذلك بسبب الإغراءات الخداعة والبريق المزيف ، من صور وألوان ورسومات تجذب الذي يشاهدها ، ومن غير طعم ونكهات يحبها الاطفال الصغار ، مثل نكهة الشوكلاته ونكهة العصيرات، هذه الأمور يستسيغها الشباب بسهولة وينجرفون حولها بشكل كبير، من غير وعي أو إدراك. 

الأمر الصدمة؟! والدهشة أثناء التصفح في المواقع الطبية المعتمدة وجدت خبر صادم وهذا نصه ،إنه في بداية شهر فبراير من عام 2020م،  تم نقل ما يقارب ثلاثة الاف (3000) شخص إلى المستشفى بسبب إصابة الرئة من استخدام السجائر الإلكترونية وغيرها من الأجهزة، حتى إن بعض الناس قد  ماتوا، و تم ربط هذا الموضوع ووصفه بالفاشية  بسبب السجائر  الإلكترونية المحتوية على رباعي هيدروكانابينول وغيرها من الأجهزة التي تضمنت مادة أسيتات فيتامين هـ. 

إن الأمر ليس بالهين أو البسيط لابد من وقفة جادة واتخاذ ، كافة الإجراءات الصارمة والقوية لمنع هذه الظاهرة، يكفي أن الكثير من المجتمع واقعون تحت التدخين التقليدي ، اما هذا النوع من التدخين اذا استمر فلا يمكن ايقافه وسوف تكون النتائج وخيمة خلال السنوات العشر القادمة بسبب هذا النوع من السجائر وغيرها من الأنواع الأخرى.

خلاصة الأمر إن التدخين في كل أنواعه يمثل خطراً على صحة الانسان بشكل عام ، وعلينا ان نعي ما يحصل ، ونتدارك ما بقي من صحتنا في مواجهة التحديات المختلفة والاستعاضة بالبدائل والاشغال المختلفة ، ولا نربط سعادتنا بسيجارة دخان او حزننا بالتنفيس عن ما في داخلنا.

الحقائق والشواهد هي الدليل ، لقد ذكرت منظمة الصحة العالمية حقائق رئيسية وهي، أن التبغ يقتل نصف من يتعاطونه، بحيث يقتل التبغ أكثر من 8 ملايين نسمة سنوياً. وأكثر من 7 ملايين من هذه الوفيات تسجل في أوساط من يتعاطونه مباشرة، في حين أن نحو 1,2 مليون وفاة تحدث في أوساط غير المدخّنين الذين يتعرّضون لدخانه لا إرادياً، بينما يعيش أكثر من 80% من المدخّنين البالغ عددهم 1,3 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إنه في عام 2020م، بلغت نسبة متعاطي التبغ 22.3% من سكان العالم، ومن هؤلاء 36.7% من الرجال و7.8% من النساء من جميع أنحاء العالم.

كتبه/ 

ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat