مقالات وقضايا

رحلة ألم

لقد خلق الله سبحانه الثقلين الجن والأنس ليعبدوه جل في علاه وتقدست أسمائه وصفاته.

إن الإنسان في هذه الحياة هو في رحلة عابرة في سفينة تتقلب أحوالها بين الحزن والفرح والمصيبة والمفاجئة ، تبقى مدى مرحلة  الاختبار وقوته  والصبر عليه  والألم والتألم والمكابدة المستمرة في طلب الرزق والعلم بعد الاعتماد على مولاه. 

هنالك أنواع من البشر وأصناف ودرجات ، منهم الذي أنعم الله عليه بالدنيا والآخرة بالرزق الحلال والذرية الصالحة النافعة وقرة العين والزوجات الوفيات والمثاليات ، منهم الذي يعيش الشقاء والنكد في الصباح والمساء و في نفسه من فقر وعدم صلاح الذرية وعصيان الزوجات. 

فليعلم العارفون بالله سبحانه أن الدنيا لا تبقى على حال ومن المستحيل دوام الحال على حاله.

إن سر السعادة هو القناعة والرضى وبذل مرضات الله سبحانه والتقرب إليه بكل عمل صالح نافع. 

لقد الله جعل الأيام دول متداولة بين الناس آجمعين وهي سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً،  يقول الحق تبارك وتعالى ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ۚ وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ۗ والله لا يحب الظالمين) الآيه 

إن مس الإنسان في حياته قرح أو تبدلت افراحه الى أحزان وأحواله الى سوء وكدر ، عليك عندها الصبر والتصابر والإستعانة بقوة الله وحوله وتذكر أنك إن صبرت واقتعنت وتعايشت مع حالك ووضعك فإن جزاءك هو أن الله يتخذك شهيداً ولكن بشرط أن لا تكون من الظالمين. 

البعض عندما يتعرض للبلوى والمصيبة تجده لا يرضى ولا يتحمل لباس القناعة بل يزداد طغياناً وظلما. 

كم من شخص تبدل حاله من الغنى الى الفقر  ولكنه تجده صابراً محتسباً لا يستسلم لظروف الحياة وطوارقها وطقوسها المتقلبة . 

يالله ، يالله ، يالله ، أين نحن وكل الذين يقرؤون هذا المقال من بعض أهل البلوى والمصائب المحتسبين الأجر والثواب الجزيل،إن البعض  منهم راقد على السرير الأبيض منذ عشرات الأعوام ولم يبدلوا تبديلاً أو حتى يستسلموا للواقع والظروف الصعبة والقاهرة ، بل تجدهم  متعايشين الحال ، مطمئنين . 

إن البعض منهم يعمل بجد وكفاح وعدم الاستسلام رغم حاله ووضعه.  

كل إنسان لديه توليفة من الأحزان والأوجاع لا يعلمها إلا الله سبحانه. 

فكل حزن لديك قد لا يراه الآخرين من حولك حزناً أو ظرفاً وهنا تقع الحكمة بأنك أنت الذي سوف تواجه مصيرك وتتحمل الأتعاب والصعوبات وتعرف كيف تتعامل معها والنتائج المحتملة.

كتبه الاستاذ : ماجد عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat