مقالات وقضايا

العفو شيم الكرام 

لقد شاهد الجميع ما حصل من مشاعر لا يمكن وصفها من عفو وتنازل وغفران وتسامح من قبل أهل المقتول لصالح أهل القتيل،  حيث تنازلوا عن حقهم المثبت لله سبحانه في آواخر اللحظات.  

ليس بمستغرب هذا الأمر أو القرار أو الفعل الذي حصل بين يدي أسرة المقتول من تنازل عن حقهم الشرعي بالقصاص، إن ذلك ليس بالشيء الجديد بل هو من شيم الكرام وعادات وتقاليد وصفات حميدة من الشجاعة والكرم نتوارثها جيلاً بعد جيل. 

إن العفو والصفح عن المسيء ليس دليلاً على الضعف،  بل إن النصوص الدينية التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، لقد ورد فيها الشيء الكثير عن فضل العفو والتسامح. 

فمن عفى وأصلح فأجره على الله، يقول الحق تبارك وتعالى ( وليعفوا وليصفحوا) وقال تعالى  في محكم التنزيل قوله تعالى ( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) الآيه. 

إن الله سبحانه اذا أحبك فذلك هو المنتهى ومن أصدق من الله قولاً ، إن جزاء المحسنين الذين يكظمون الغيظ والذين يعفون عن الناس هو حب الله لهم.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) رواه مسلم، عندما تعفو عن الذي أساء إليك واعتدى عليك وأنت قادر على معاقبته ومجازته ، فإن الله سبحانه سوف يعزك بفضله ورحمته وقدرته وقوته.

إن الله سبحانه جعل جزاء الصابرين لمن صبر عن عقاب الذي ظلمه أو اعتدى عليه الجزاء الكبير والعطاء الوفير  والفضل الواسع. 

يكفي أن العفو والتسامح من أخلاق الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام، وهو إمتثال لأمر الله وانتظار الثواب والأجر من  خالق السموات والأرض. 

مظاهر العفو تنشر المحبة والأخوة والألفة بين أفراد المجتمع، بحيث تعطي مثال يحتذى به من الصفات الحميدة ودفن الحقد والشر والقضاء عليه. 

لا يخفى على الجميع أن الجزاء من جنس العمل، فكيف اذا كان الأمر فيه إحسان ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.  

             كتبه الأستاذ ماجد عايد

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat