يمكن أن يتم وصف الضرر المعنوي بأنه شعور غير محسوس أو غير ملموس بحيث يكون معنوي، أي من الصعوبة قياسه وتحديده بدقة، سواءاً ضرر قد يصيب العاطفة أو النفس والحالة الوجدانية للذي أصابه الضرر.
إن الضرر المعنوي لابد له من آلية تمكن الجهات القضائية المختلفة من تحديد درجة الضرر ونوعه للذي حصل لطالب التعويض عن الضرر المعنوي وعن أسبابه المختلفة والمتشعبة.
إن التقدير الأضرار المعنوية يكون وفق قواعد وأسس محكمة، بحيث لا يتضرر الخصم ويكون التعويض وفق حدود الضرر الذي تم التسبب فيه.
أحد أساليب تحديد الضرر هو الطبيب النفسي اذا كان الضرر وجداني ونفسي ويكون وفق تقرير يحدد تاريخ الحالة المرضية والأدوية وبناءاً عليه يتم تقدير العوض المناسب وفق التقرير الطبي المعتمد وهذا كحد أمثلة الضرر المعنوي.
هنالك أضرار تكون لاحقة وتابعة بسبب الضرر المعنوي وهذه الأضرار لا يمكن قياسها وفق التقارير الطبية ولكن يمكن أن تكون وفق تقدير هيئة الخبراء في المحاكم ، أو الإستعانة من خارج المحكمة للجهات ذات العلاقة.
من أنواع الأضرار المعنوية هي التسبب في حرمان أمر معين ، مثل الإقصاء وتحطيم المشاعر الإنسانية أو التدخل بشؤونها .
إن كل ضرر غير محسوس وملموس فهو ضرر معنوي.
من أهم وأبرز الأضرار التي لابد لها من تعويض تبعي وهي المساس بحياة إنسان ما، مثاله الإعتداء الجنسي.
كلما كان الضرر الناشئ من الإعتداء الجنسي بكافة أشكاله وأصنافه، كالإغتصاب وفض البكارة والتسبب في نقل الأمراض كنقص المناعة الإيدز أو الأمراض الجنسية الأخرى، تكون العقوبة أكبر وأشد وتحدد لها آلية محددة وواضحة.
أيضاً الحياة الزوجية الخاصة والتدخل فيها بنقل الكلام والفتنة والتفرقة ومعرفة أسرار البيوت هي واحدة من الأمور التي توجب العقوبة الصارمة، لأن العائلة هي بناء المجتمع وأساسه وينبوع نجاحه.
عندما يكون هنالك لائحة خاصة بالتدخل في شؤون العوائل والحياة الزوجية هو حماية لها وردع لكل من يحاول التدخل في أمور لا علاقة له بها، والسبب الرئيسي لأن الزوجين حياة مستقلة بإعتبارها كيان له خصوصيته الكاملة.
إن صور الأضرار لها أبعاد وأنواع كثيرة ومن الصعب يتم التطرق لها أو تحديدها بالكامل ، منها الضرر المعنوي البيئي وهو التسبب في تلوث الجو أو إنتشار الأدخنة بسبب عدم التقيد من قبل المصانع بالإشتراطات المتعلقة بالمحافظة علي البيئة.
كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد العنزي
