المسامحة هي أصل الرحمة واللين والسهولة والعفو وهي من العطاء والكرم والسخاء وهي صفة تبعد عنك الأمراض والاضطرابات والمشاكل في الحياة، يكفي أن تعيش مرتاح البال.
عدم المسامحة سوف يؤدي بك الى التعب الذي يوصلك للهلاك، لأن الحياة الهادئة قائمة على السلام والوفاء.
عدم التسامح نتيجته إشعال نار العداوة والضغينة ومرارة الحياة بشكل مستمر.
لا يعني المسامحة أن تترك حق من حقوقك أو تسامح بأمر يسبب لك فقد كرامتك وعزتك كونك إنسان له عزة وكرامة ومبدئ، بل إن التسامح هو نور الحياة وشمس الوفاء والتقدير.
المسامحة تكون في الغالب للذي أساء لك سواءاً بكلمة أو جرح للمشاعر، إنك عندما تكون مسامح فإنك تكون مرتاح البال وذلك بسبب أنك سامحت وعفوت لكن إذا لم تسامح ولم يكن نهجك المسامحة فإنك سوف تقلق وتتعب في حياتك وتوقد نار الضغينة بينك وبين الآخرين، وتصبح في حرب مستمرة مع أعدائك حتى تنسى نفسك.
من أبرز فوائد المسامحة هو أنك تنشغل بتطوير نفسك وقدراتك ومعارفك ولا تقف عند نقطة قد أثرت عليك وحولت هذا الموقف إلى الشيء الإيجابي في مسيرتك بالحياة.
التسامح عدو الأنانية ولو لم يتمساح البشر لأصبحت حياتهم في جحيم لا يحتمل.
الدين الإسلامي جعل من التسامح معاني جليلة وفوائدة عظيمة، تزخر بها العطايا الجميلة والقلوب السليمة، لقد ذكر العفو في مواضيع كثيرة قد تصل فوق الثلاثين مواضع كثيرة من كتاب الله العزيز وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، يقول الحق تبارك وتعالى( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) ولقد أمر الله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بمبدئ معاملة العباد بأخلاق وصفات العفو، قال الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير: (أُمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس).
وهنالك الكثير من الأمثال والحكم والقصص على فضل التسامح منها، الضعيف لا يمكنه الغفران، فالتسامح شيمة الأقوياء، والتسامح عينة الفضائل، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، أعقل الناس أعذرهم للناس.
الحياة الجملية هي التي تبنى على التسامح لأنك لو لم تسامح فقد تستمر المشكلة وتنشأ عنها مشاكل أخرى، لكن اذا عفوت فإن المشكلة تُدفن في مكانها ولا عذر للذي سامحته.
الذي تسماحه فإنه سوف يستحي منك ويخجل من موقفه ويصبح الوداد بينكم أكثر وأقرب ويبذل الذي سامحته أقصى درجة من الاحترام ومشاعر التقدير.
كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي
