مقالات وقضايا

رحيل وولادة

سنة الله التي قهر بها العباد وتحدى بها جميع المخلوقات فهو الله الواحد القهار الباقي الدائم الحي الذي لا يموت، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
لقد سن الله سنته وفرضها بحكمته ورحمته وكتبها على الجميع ، فالموت باب كل داخله والموت كأساً كل شاربه، لابد لكل نفس أن تمر بمراحل الموت المحتوم والمصير الأبدي الواقع لا محالة.
سنة الله ولن تجد لسنته تبديلاً أو تحويلاً أو تغييراً، كل شيء في كتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، إن الله سبحانه كتب علينا الفناء والموت والحمد لله على قضاء الله وقدرته وحكمته وفضله الواسع وخيراته الغير محدودة.
أرحام تدفع وأرض تبلع ، الولادة باللحظات والوفيات كذلك بلمح البصر ، إنها دائرة تدور على بني البشر جميعاً ، حتى نلقى الله سبحانه ليس بيننا وبينه ترجمان.
لقد خلقنا الله في هذا الدنيا لعبادته وتوحيده واتباع منهاج سيرة نبيه العطرة عليه أفضل الصلاة والسلام.
إن الموت يأتي بغته ولا يمكن توقعه أو تيقنه أو حتى الشعور به ، كل ما يحصل هو اجتهادات بشرية والصحيح أن الموت هو أحد أسرار مفاتيح علوم الغيب التي أخفى الله سبحانه عن عباده موعد مصيرهم والهدف من ذلك ليبلوهم في أعمالهم ولكي يكون هنالك تنافس بالطاعات بسبب أن الموت لو كان معلوم لفسدت البشرية فساداً عظيماً واذا اقترب موعد الأجل تاب وأناب.
سبحان الله القاهر فوق عباده وهو السميع العليم، له جنود السموات والأرض وعنده علم الساعة وما تسقط من ورقة إلا بعلمه، مدبر الأكوان وعالم بما كان وما سوف يكون وماهو كائن.
يجب علينا كمؤمنين أن نعلم في قرارة أنفسنا أن الموت لا يقف عند أحد من الخلق وأن الليل والنهار مستمرين ومتعاقبين وأن الحياة تحتاج إلى إستمرار وكد وكفاح وصبر، ليست المشكلة عندما يموت إنسان ما والسبب أن الذي مات قد رأى مصيره الحقيقي أمام عينيه وأغلق كتابه، أم الدور باقي على الأحياء الذين لم تحن ساعة موتهم ، يجب علينا أن نستشعر أن الدور علينا سوف يأتي لا محالة ويجب علينا الاستعداد للرحيل ، علينا عندها بذل شيء للآخرة.
عندما يموت الشخص فإن من حوله يصيبهم الحزن الشديد وألم الفراق والدموع المنهمرة والبكاء وهذا شيء طبيعي لدى بني البشر الحزن والفرح إنهيار الدموع، لكن لا نجعل هذا الحزن يخيم على حياتنا بلباس السواد والوقوف عند الميت مدة طويلة ، إن ذلك يتسبب في تعطيل وتعطل الأمور والمصالح المشروعة في الحياة الدنيا ، يجب علينا اذا مات الميت أن نوقن أنه أصبح من الذكريات الماضية ويجب علينا أن نبرمج أنفسنا بعد موته وذلك بأن نرجع لوصايا وتعليمات النبي عليه الصلاة والسلام، من الدعاء له والصدقة الجارية وسداد الدين والتحلل من المظالم لدى العباد والقضاء على الأحقاد الدفينة والعفو والصفح والرحمة، وقضاء الصوم والعمرة عنه والحج إذا لم يسبق له الحج وهذا هو عين الصواب وكذلك إذا كان المتوفى لديه إرث فيجب أن يتم توزيعه التوزيع العادل وفق كتاب الله سبحانه الذي أنزله من فوق سبع سموات.
إن الولادة هي إشراقة كإشراقة شمس الصباح وهي رسالة ربانية بأن الحياة مستمرة وكل يوم فيها بداية جميلة، أجيال تليها أجيال.

كتبه الاستاذ/ ماجد عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat