إن الله سبحانه خلق الثقلين الجن والأنس ليعبدوه سبحانه، ومن عبادة الله سبحانه السعي في أرضه الواسعة وبذل الأسباب والطرق الممكنة للوصول للغاية والهدف المنشود.
كل إنسان منا خلقه الله لشيء ما والبعض من الناس يستطيع اكتشاف سبب وجوده والآخر يموت ولم يكتشف السبب لوجوده.
الكل منا لديه مهارات وفنون ومواهب مدفونة وهي خاصة به، فبالعض وهبه الله الجسم القوي والعضلات الفتية وهذا النوع يتحمل الأعمال الجسدية المرهقة أو التي تحتاج إلى قوة.
البعض رزقه الله ملكة أسلوب الإقناع وهذا مناسب له مقابلة الناس في الأعمال واقناعهم.
البعض رزقه الله حفظاً للأرقام والقواعد وهذا مركزه في المجالات التي تحتاج إلى الحفظ.
البعض رزقه الله أسلوب القيادة بحيث يستطيع قيادة فريق العمل لديه وبكل مهارة وفعّالية.
البعض رزقه الله خط جميل وحسن وهذا ينفع في شؤون المكاتبات والمراسلات.
البعض رزقه الله صوتاً جميلاً وحسناً.
إن أرزاق الله لا تعد ولا تحصى من العطايا والهبات التي وهبنا الله إياها.
كيف تكتشف الموهبة لديك أو الشيء الذي ميزك الله به ، إن الإكتشاف لا يكون بالسهولة التي يمكن تصورها أو تخيلها بل تحتاج إلى اكتشاف ذاتك من خلال العلم والعمل المستمر ومع الوقت سوف تبدأ مواهبك بالصعود، لكن احذر من بعض الفاشلين الذين يعبثون بك وبعثون روح التشاؤوم وقد يتمنون موتك هذه اللحظة ، واصل أهدافك ومنطلقاتك ولا تلتف لأحد ، كن الجبل الصامد الذي لا تهزه الريح.
الهدف الذي أرغب الوصول إليه في كتابة هذه المقالة ليس بمسألة الأرزاق فقد تعطى كل هذه الأساليب ولكن رزقك قليل ومحدود، إن الرزق أمره محتوم قبل أن يخلق الله السموات والأرض ولا يمنع الاجتهاد في طلبه والسعي وراءه بالرضا والقناعة والإكتفاء وعدم الاستعجال أو الإنصياع خلف المضللات والمغريات التي توهمك بالرزق الوفير والمباشر.
إن الحياة تحتاج منا إلى كفاح مستمر وعمل دؤوب ، لابد أن تعلم أن هنالك فرص لإكتشاف الشيء الذي خلقك الله من أجله بعد عبادة الله وهو الفرص الخمسة التي ذكرها نبي الرحمة والهدى محمد عليه الصلاة والسلام حينما قال ( اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)
هذه الأمور الخمسة إذا اغتنمتها فسوف تصل لهدفك الحقيقي وذلك بتحقيق ذاتك ، لأن هذه الخمسة من الأسرار ومفاتيح النجاح فاستغل قبلها قبل حدوث بعدها وأنت لم تقم بعمل شيء.
كتبه الاستاذ ماجد عايد خلف العنزي
