الاجرام ليس وليد اليوم بل هو موجود منذ بزوغ شمس البشرية أي قبل ملايين السنين ولعل أول جريمة وقعت هي عندما قتل قابيل أخاه هابيل وهذا مذكور في جميع الكتب السماوية بسبب الحسد وبعدها توالت الجرائم بشتى أنواعها وأصنافها ودرجاتها ومستوياتها وأشكالها.
متى نقول إن الذي حصل جريمة واقعة أو متى نطلق مصطلح جريمة، لعل الجريمة هي كل فعل أو عمل أو قول يخرج خارج دائرة معايير الإنسانية فهو يعتبر جريمة، فالقتل جريمة والسرقة جريمة والضرب جريمة والفكر الضال جريمة والاعتداء على الممتلكات جريمة والتحرش جريمة والمخدرات جريمة والرشوة جريمة وغيرها من الجرائم التي يصعب حصرها أو تفنيدها في هذه المقالة، فكل شيء يخرج عن القانون هو جريمة بحق مرتكبها ، يستحق بذلك العقوبة الرادعة الجازرة.
إن أكبر عوامل أسباب الجرائم والتي تعتبر منبع ومصدر الجريمة هو الأمن من العقوبة ، وفي الأمثال السائدة لدينا، من أمن العقوبة أساء الأدب.
التوصية التي أوصي بها بأن يتم تتبع خيوط الجريمة بداية من دراسة حياة مرتكب الجريمة ومعرفة الماضي الخاص به دراسة شامل ومكتملة عبر الأخصائي الإجتماعي والأخصائي النفسي وفريق العمل المشارك في خطة معرفة الدوافع والميول والأهداف والرغبات والجوانب وغيرها.
الهدف من الدراسة الشاملة هي الوصول للأسباب الحقيقية لأسباب وقوع الجرائم بحد ذاتها والتوصيات التي يمكن من خلالها الاستفادة منها عبر الوصول لأكثر الأمور المعقدة والتوسع في التوصيات التي تقلل من عوامل الجريمة والتوصل لنتائج الأسباب خلف ما حدث من جريمة ، وهذا بدوره يساعد في التقليل من الجرائم الخطيرة ومكافحتها وعلاجها بالطرق العلمية والعملية المناسبة.
التوصية المهمة التي أوصي بها وهي لابد من مواكبة عصر الجرائم المستحدثة والغير متوقعة ووضع القواعد والمواد والعقوبات النظامية مثل عقوبات الاعتداء من خلال الأمن السيبراني والجرائم التي لم يصنفها النظام .
إنه عندما يتم وضع نظام ولائحة للعقوبات الجرائم المعلوماتية وهي موجودة لدينا بالفعل ولكن تحتاج الى تعديل وإضافة بسبب تسارع وتيرة الزمن والتكنولوجيا الحديثة كل فترة وأيضاً بسبب كثرة وتنوع الجرائم التي تتطور يوماً بعد يوم، إن مواكبة التطورات للجرائم وخلق المزيد من الأنظمة وذلك بتطويرها وتحسينها سوف يكون لدينا نظام أكثر احترافية وصرامة ودقة.
كتبه الاستاذ ماجد عايد العنزي
