مقالات وقضايا

الحج الأبيض 

لقد أتى موسم الحج المبارك وأعظم ركن من أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم ولا يصلح إلا بها فهو عامود الإسلام وقيامه. 

أتت أفواج الحج من كل فج عميق، لتأدية فرض الحج العظيم  ومناسكه المباركة بلباسهم الأبيض جميعاً، مختلف الألسن واللهجات والأعراق والأعراف والأشكال ، من كل بقاع الدنيا تزينت بلاد الحرمين لتجمع المسلمين على قلب واحد وفي مكان واحد، لقد تجمعت الجموع الغفيرة والأعداد بالملايين لتشهد لوحدة الإسلام وحدتها وتعبير عن كيان ضخم من المسلمين،  تحت إشراف حكومتنا الرشيدة والتي تولي الاهتمام الدائم والمستمر في كل عام على أجمل تنسيق وترتيب وتنظيم وكأنها خلايا من البشر المنظم وبكل سلاسة تتم إدارة أكبر جموع عرفتها البشرية، من بلاد ودول وسواحل وجمهوريات ومناطق الشرق الأوسط والخليج العربي والدول الإسلامية الأوروبية والقرى والمقاطعات والولايات وشتى الأمصار والطوائف، إنه لمنظر تصر له العيون وتقر،  من كل صحراء وبحر وبر وجو أتى ضيوف الله مستبشرين بالخير والنعمة والأمن والآمان الذي نعيشه تحت ظل قيادتنا الحكيمة. 

أن ما تقوم به وزارة الحج والعمرة من جهود مثمرة وواضحة سواءاً لقاصديين البيت العتيق من الحج أو العمرة أو الزائرين لمكة المكرمة البلد الحرام والآمن ، إنها محبط الوحي والرسالة بزغ منها فجر الإسلام وأشرق، أو مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة المدينة المنورة، فيها من الراحة والسكينة الكثير ، جهود يصعب خطها بالقلم وتفنيدها بالكتابة، يكفينا مشاهدة الناس للبث المباشر على مدار الساعة ومرأى جميع الناس في جميع القنوات الإسلامية وأجهزة التلفاز والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوع. 

لا تكتفي الجهود وحدها مع وزارة الحج والعمرة بل هنالك جهود متمثلة في جميع القطاعات المساهمة والأعمال التطوعية لجميع الوزارات والدوائر الحكومية والقطاعات العامة والخاصة من وزارة الداخلية وإدارةالمرور ووزارة الصحة من مستشفيات متنقلة وعيادات مستعدة على مدار الوقت تأهباً لأي أمر قد يطرأ ووزارة التعليم ووزارة الدفاع ووزارة البيئة ووزارة الإتصالات وتقنية المعلومات ووزارة الإعلام ووزارة الحرس الوطني ووزارة الخارجية ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ، والنقل من الباصات المكيفة وقطار المشاعر المجهز بأحدث وسائل التبريد والراحة وغيرها من الوزارات التي تشكر على جهودها المتميزة والمتألقة. 

في كل عام يتم تقديم أفضل جودة يمكن أن تخدم حجاج بيت الله خصوصاً إستخدام التقنية الحديثة من توفير شاشات اللمس ونشر الدعاة والكتيبات والإرشادات بكافة اللغات إنها خدمة على مدار الساعة، كذلك تقديم الخدمات الصحية رفيعة المستوى من إجراء العمليات الجراحية المختلفة والمتعددة من القلب المفتوح وغيرها من الرعاية الصحية وهنالك الكثير من الخدمات الغير مستغربة والمبادرات من الجمعيات الخيرية وكذلك تقديم موائد الرحمن في أكبر مطعم في العالم في مشاعر منى وإعداد الذبائح واللحوم الطازجة على يد أمهر الطباخين الوطنيين والأيدي السعودية العاملة والماهرة من إشراف وتنسيق وترتيب وتقديم المشروبات على مدار اليوم لراحة الحجاج ولكي تتم عملية الحج على أكمل وجه من إدارة الحشود المليونية في مكان واحد ووقت معين، تحت إشراف مباشر من قبل مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود رعاه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله. 

نسأل الله أن يتم علينا النعمة والفضل والشكر لله سبحانه علي ما وهبنا به لخدمة الإسلام والمسلمين أعوامً طويلة وأزمنة مديدة.   

كتبه الأستاذ : ماجد بن عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat