كثير من الناس تجده يفشل في حياته أو أنه يواجه الكثير من الصعوبات أو العقبات التي تقف أمامه أو أمام مستقبله أو طريقه الذي يريد أن يسلكه، والبعض يقع في فشل سريع ومستمر وذريع، إن الحياة لابد أن تواجه فيها الصعوبات ولا يمكن أن تصفوا الحياة إلا بمواجهة الصعوبات والعقبات التي تقف أمامنا وأمام طموحاتنا الكبيرة والكثيرة، طبيعة الحياة ليست كما نشتهي أو نطلب، إن الحياة تحتاج إلى جهد ومكافحة و مثابرة واستمرار ومتابعة وعدم اليأس والوقوف منتظرا الحلول دون أن تقدم شيئا أو تفعل شيئا من أجل أن تنال الذي تريده أو الطموح الذي تصبوا إليه، أكبر خطأ يواجه البشر أو الفاشلين بين قوسين أن يعزف فشلهم إلى الاموات، كيف ذلك !؟ للجواب على هذا السؤال لابد لنا أن نضع مثالاً واضحا من أجل أن تتضح الفكرة والصورة التي أريد أن أوصلها للقارئ، من هذه الأمثلة بعض الأبناء إذا كان فشلا فإنه يعزو فشله إلى والده المتوفى منذ 10 سنوات ويقول بأنه سبب فشلي هو والدي، وكذلك الزوجة التي مات زوجها منذ سنوات طويلة تقول بأن زوجها دمر حياتها، والمثال الأخير الموظف في عمله يقول بأنه سبب فشله صديقه في العمل، كل ذلك غير صحيحاً وغير منطقياً وأفكاراً غير عقلانية، بل الذي يعول الفشل على الآخرين خصوصا الأموات، إنما هو دليل على الضعف وعدم القدرة على المواجهة أو إصلاح المستقبل ، بل قد يكون سبب الفشل ليس المتوفى منذ سنوات طويلة بل يكون السبب منك أنت نفسك الذي تقوم وتلوم الذي مات وانقضى واصبح رمادا ولم يبقى من عظامه شي في قبره ، الذي يعزو الفشل يدل على أنه هو الفاشل بعينه لأنه اتت فرصة سنوات طويلة ويستطيع أن يصلح ما يمكن إصلاحه ويمكن ذلك، وسوف أعطي مثالًا واضحا وجليا أمام أعيننا ، القنبلة التي رميت عليها هروشيما في اليابان بالرغم أنها قنبلة نووية و تسببت في دمار المنطقة التي رميت فيها وأرجعتها إلى قرون من الزمن ، لكن بعد هذه القنبلة!؟ هل عزل اليابانيين فشلهم أو عدم تقدمهم إلى الذي رمى هذه القنبلة!؟ بل العكس اليابان أصبحت من الدول العظمى والدول الكبيرة التي لها ثقل عالمي واقتصاديا في شتى المجالات والصناعات كذلك دقة في الصناعة والجودة، لابد لنا النعي أن لا نعزوا فشلنا للآخرين ابداً سواءا أحياء أو أموات، لابد أن نلوم أنفسنا على كل أفعالنا وأعمالنا التي نقوم بها ، إن أسباب الفشل كثيرة منها عدم الانضباط وعدم التعلم وعدم الجدية وعدم البحث وكثرة تشكي وعدم اتخاذ الموقف الصحيح والقرار الصائب وأيضا الخوف من الإقدام وعدم القيام بالإجراءات الصحيحة أيضا عدم المبالاة والاكتراث، وضعف الإستمرار في تأدية العمل، ديمومة العمل مطلوبة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة ولو بعد حين.
كتبه / ماجد عايد العنزي