أصبحت ثقافة السفر لدى الكثير منا سائدة ، بل إنها تكاد تكون نوع من أنواع الهوس والتقليد الأعمى ، السفر للأسف وجدت هنالك الكثير من الناس يربط ساعدته بالسفر وإنه اذا لم يسافر يشعر بالنقص والضياع وضيقة البال ، وهذا فكر غير سليم وغير منطقي نهائياً ، يعتبر هذا الأمر من الأفكار الغير عقلانية ، اعتقد أن الذين يربطون سعادتهم بالسفر وحده هم الفئة من الناس الغير منضبطين في أوقاتهم وتحقيق أهدافهم التي يسعون لها ، وما أجمل أن تسافر وتخطط للسفر من أجل أن تتعلم ثقافة جديدة وتتعرف وتتفكر في أرجاء المعمورة ، وتتعلم الكثير من الثقافات والخبرات التي تعود عليك بالنفع والفائدة.
السفر الحقيقي من وجهة نظري المتواضعة هو ذلك السفر الذي لا بد أن تتوفر فيه العناصر التالية ، إما تسافر لصلة الأرحام أو لطلب العلم أو للبحث والسعي وراء الأرزاق من تجارة وغيرها ، أو للعلاج أو التعرف على الثقافات واكتساب الأخلاق الحميدة، غيره أنت الخسران لأن حياتك محدودة ووقتك معدود ويمضي سريعاً، ولابد أن يكون لك هدف سامي ومنشود للسفر ، أما فئة الذين يسافرون من اجل المرح فقط فإنهم يهدرون المزيد من الوقت من غير فائدة ، إن المرح يمكن أن تصنعه في أي طريقة كانت ولا تربط فكرة إن لم أسافر فأنا حزين أو يصيبني الإكتئاب أو غير ذلك ، نقطة مهمة لابد الإشارة إليها بكل صراحة ومصداقية، الذي لا يملك القدرة المالية على السفر فإنه غير ملزم بالسفر أبداً وأكبر خطأ أن تثقل ميزانيتك المالية وتراكم الديون من أجل السفر وبعدها تندب نفسك وتطلب المساعدة من الآخرين ، الوصية التي أوصي بها أن لا تُقدم في حياتك على اي خطوة إلا بعد أن تفكر في النتيجة التي سوف تعود عليك ، إن حياتنا مليئة بالتحديات منذ الصباح حتى المساء ، واللبيب من استطاع أن يتعايش مع ظروفه وصنع الذي يناسب إمكانياته ، إن الحياة لا نستطيع أن نغلبها ، مهما عملت ومهما فعلت فإنه يوجد مم هو أعلى منك بل أكثر منك بالمال والأولاد والجاه ، لا يمكن لك أن تنتصر لوحدك ، إلا اذا واصلت مسيرة الكفاح والنجاح المستمر.
