مقالات وقضايا

وثيقة مكة وقيم التسامح السعودي

التسامح هو أحد القيم والأخلاق السامية الرفيعة والإنسانية والمبادئ التي تكون عالية المستوى في التعامل بين البشر من غير تفرقة أو عنصرية مقيته بغض النظر عن ألوان البشر وأشكال وأحجامهم وأوزانهم وأعراقهم أو ديانتهم، ‏إن التسامح موجود في جميع الأديان السماوية والتشريعات، الإسلام يعتبر هو التسامح بحد ذاته يقول تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم)، الدين الإسلامي قائم على التسامح ولا يقوم على الإكراه يقول الحق تبارك و تعالى (لا إكراه بالدين) المملكة العربية السعودية تقود العالم لقيم وصفات التسامح الإنساني بشكل كامل، يتضح ذلك جلياً في وثيقة مكة المكرمة المكتوبة والتي كتبت بتاريخ 30 مايو 2019 الموافق لعام 1440هَـ، إن أهم الركائز التي تقوم عليها الوثيقة هي تحقيق السلام في العالم اجمعين وكذلك الوسطية والإعتدال في بلدان العالم الإسلامي، حيث تحوي الوثيقة على 17 بنداً وقد قررها أكثر من 1200 شخصية إسلامية معتبرة ممثلة لشعوبها وكذلك تعتبر المرجع الديني لبلادهم، إن هذه الوثيقة مستمدة من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وفق التعليم الدين القوي، هذه الوثيقة تقوم بالتأكيد على أن المسلمين جزء لا يتجزأ من هذا العالم ، كما أن البشر متساوون برابط الإنسانية المشتركة بينهم، إن الإرهاب والظلم والقهر والعدوان والاعتداء كلها ينبذها الدين الإسلامي، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم)، أكدت الوثيقة أنه من الضرورة التصدي للظلم والعدوان والكراهية بين الشعوب، العنصرية من الأمور البغيضة والتي لا تعود بالنفع سوى البغض وإشعال نار العداوة بينهم، أكدت الوثيقة أيضاً على ضرورة أخذ المعلومات من مصادرها المصرح بها و ولا يتحدث أحد بشأن الأمة الإسلامية إلا من يمثلها تمثيلا شرعياً وصحيحاً، إن أهمية الحوار الحضاري في وثيقة مكة المكرمة يعتبر اساساً ثابتاً لا نقاش فيه لأن الحوار هو الهدف المنشود كذلك ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة والرفيعة ‏، إن الاهتمام بالشعوب المسلمة هي مسؤولية ضرورية لحمايتهم من الأفكار الضالة والتفرقة وكل ما من شأنه المساس بوحده العالم الإسلامي، إن الإنسان المسلم قادر على مواكبة العصر في أي وقت وفي أي زمان، لأن الإسلام الصالح في كل مكان، وكذلك نشر الحضارة والثقافة الإنسانية والتعايش معها في كل زمان ومكان أيضاً، هنالك ظاهرة الإسلام فوبيا وهذه الظاهرة تحتاج منا الجهود المكثفة والدعوة الإسلامية الوسطية السليمة لنشر حقيقة الإسلام بالصورة الصحيحة الحقيقية لجميع اللغات في العالم والتي ينبع منها مبادئ الإسلام الوسطية والتي من شأنها يستطيع أن يتعايش معها أي إنسان كائن من يكن، إن التدخل بالشؤون الإسلامية خصوصاً الدول هو أمر مرفوض لأن كل دولة لها استقلالها و أنظمتها وتشريعاتها القائمة عليها.

‏كتبه/ماجد عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat