مقالات وقضايا

يوجد الكثير من أهدافي لكن تحتاج إلى ترتيب وتنظيم

حياتنا مليئة بالأهداف التي إذا لم يتم ترتيبها وتنظيمها فإنها تتداخل مع بعضها البعض وقد يصبح الثانوي منها أساسي والأساسي يصبح ثانوي, كيف يمكن أن تجعل أهدافك سلسة كالماء العذب الذي يجري بكل سهولة شاق طريقه لكي يصل لمراده, إن الطريقة المثلى تكمن في توزيع الأهداف وفق أولويتها فنأخذ القسم الأول وهو الأهداف الأساسية, التي بتنظيمها وترتيبها فإنه يسهل عليك تنظيم الثانوي منها بل كلها, حياتنا اليومية تعتبر هدف منذ أن تستيقظ من فراشك إلى تنام ولعلي سوف أعرض عيك مثال لتنظيم الأهداف الأساسية في الحياة التي تكون منظمة ومرتبة, وقبل أن نشرع في عرض المقارنة التي تقارن نفسك بها وبين المثال الذي سوف أعرضه عليك, وكيف أن هناك أهداف صغيرة لا نلقي لها بال والحقيقة أنها هي التي أثرت عليك وصارت عقبة في طريقك, ونأخذ المثال التالي النوم مثلاً قد يعتبره البعض ليس بهدف لكن الحقيقة أنه أساس الأهداف بل هو يعتبر منبع الأهداف, وكيف يتم ذلك لو سألت نفسك لو أنك نمت متأخراً هل تستيقظ باكراً, وهل سوف تكون نشيطاً جاهزا لتكمل مسيرة ويومك أم أنك سوف تصبح كسولاً لا تستطيع عمل مثل الذي ينظم نومه وينام باكراً ويستيقظ في الصباح الباكر وجه مشرق على نفّس الصباح مليء بالحيوية والحياة, القول الصحيح أنه لا يستوي الذي ينام باكراً وقد نظم نومه, بالذي لا ينام باكراً فإنه أعظم خسارة سوف يخسرها أنه لا يستيقظ باكراً ولا يحقق أهداف يومه مثل الذي ينام باكراً وقد نظم نومه, وخلاصة القول أنه بتنظيم حياتك من الأساس فإنه يمكن لك تحقيق المزيد من الأهداف التي تريد تحقيقها, وبعض الناس لا يستطيع تحقيق أهدافه والسبب في ذلك أنه لم يحقق الهدف الأساسي الذي تحتاجه نفسه وذلك بتنظيم نفسه من النوم باكراً إلى التنظيم الغذائي ووضع كل شيء في مكانه وقت النوم نوم ووقت العمل عمل ووقت اللعب لعب ووقت الزيارة زيارة ووقت التسوق ووقت لعب الرياضة الخ………., كلها إذا قمت بتنظيمها فإن القيام من أمور حياتك بإمكانك التغلب عليها, وهناك أمور في حياتك لا يمكن أن تحققها إلا إذا حققت الذي قبلها,  كل إنسان منا إذا تحققت لديه الأشياء الفسيولوجية وتحققت له فإنه بإمكانه تحقيق ما شاء من الأهداف لأنه وجد الإشباع الذي يجعله يبدع في هذه الحياة, لكن هناك نقطة مهمة يوجد بعض الناس من يتوفر لديه الأشياء الفسيولوجية من الغذاء إلى الأمن والآمان لكن لا يستطيع ترتيب وتنظيم أي هدف أو أنه يجد صعوبة في ذلك ولعل السبب يكمن في أنه فاقد لتقدير الذات أو احترام النفس أو أنه سلم نفسه وقدرته لغيره, المشكلة الحقيقة أنه يوجد بعض الناس يظن أن تحقيق الأهداف لا يتم إلا بواسطة الاستعانة بالآخرين قد تكون هذه المقولة صحيحة نوع ما وفي وقت معين لكن الحقيقة أن الذي يعرف إمكانياتك وقدراتك هو أنت حيث أن الآخرين لا يمكن أن يشعروا بما تشعر أنت, والاستعانة بالآخرين مهمة لكن لا نجعلها هي التي ترفعنا وهي التي تنزلنا بل يجب أن نجعل الاستعانة بالآخرين لوقت حتى نستطيع أن نمسك بطرف يمكننا أن نتعلم كيف أن نصل لما نريد وأنا أمثل ذلك في الطائر الذي كل يوم نشاهده, عندما تشاهد جميع الطيور وهي أفراخ فإنها تتعلم الطيران من أحد الأبوين وعندما يتعلم الفرخ الطيران فإنه بعد ذلك يطير في أرض الله مستعين بما تعلمه وتجده يشق دربه دون مساعده وهو طائر بين السماء والأرض شاق كل دولة ومدينة باحث عن عيشته مع أسراب الطيور التي معه, الحقيقة أننا نحتاج بعض لكن الحاجة التي نحتاجها للآخرين وبنفس الوقت حاجة الناس لنا تكمن في التوجيه والتعليم لا أن تكون الحاجة بين بعضنا حاجة طفولية أي أنها تمسك بشيء وجعله هو الكل حتى إذا فُقد لا نستطيع عمل شيء غيره, بل يجب أن تكون الحاجة كما ذكرت هي التوجيه والإرشاد والقدرة بقيام ما قام به غيرنا من الناس وتكميل النقص الذي صدر من الآخرين وبناء ما تم هدمه من قبل الآخرين, لو حصل هذا لوجدت أن المشاكل تخف والأعباء تقل والخير ينتشر والكل يحس بأنه مسئول وعليه حمل يجب أن يحمله, ورسالة يجب أن يوصلها إلى غيره وتسهيل العقبات للجيل القادم, الكثير من الناس فاقد الاعتماد على نفسه بل تجده يعتمد إما على أبوه أو وليه ولا يعتمد على نفسه, وهذا خطأ فادح كيف تريد تحقيق أهدافك وأنت أصلاً لم تعتمد على نفسك بل جعلت اعتمادك على الآخرين, وهذا يسبب لك الاعتماد على الآخرين إنك نميت فيك روح الاعتمادية على نفسك وتجعل الاعتماد على نفسك شيء مستحيل, بل إذا لم تدرك أن تعتمد على نفسك في وقت مبكر فإنك سوف تتعب في السنين القادمة ولئن أي أحد يتعلق بشيء غير الله فإنه يوكل له فمثلاً لو توكلت على أبيك في كل صغيرة وكبيرة فإن أبيك ليس بدائم لك مدى الحياة, بل سوف تأتي فترة هو الذي يحتاج لك لئن قواه أصبحت بسيطة أو تعتمد على مؤسسة تنفق عليك فإن هذه المؤسسة قد يأتي عليها يوم وتغلق, بعبارة أن أي شيء في الدنيا تتوكل عليه فإنك سوف توكل إليه, قد تسأل أخي القارئ الكريم ما علاقة الاعتماد على الآخرين والاعتماد على النفس بعد الله بالتخطيط والتنظيم للأهداف؟, الحقيقة أنه لا يمكن أن تعمل أي هدف ممتاز وخصوصاً إذا كنت لا تقدر نفسك بتسليمها للآخرين, ولو رئينا من الذين حققوا أهدافاً في حياتهم لوجدنا أن تاريخهم مليء بالاعتماد على أنفسهم ووضعوا أنفسهم بمكانة جعلت منهم كيان خاص يستطيع عمل ما شاء إضافة لسهولة تنظيم أهدافهم ومعرفتها جيداً لأنهم عرفوا أنفسهم جيداً وعرفوا لماذا هم موجدين في الحياة الدنيا.

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat