مقالات وقضايا

انخفاض مؤشر المواليد

الشباب هم الثروة الحقيقة  ورأس المال للوطن وسواعدها وقلبها النابض وروح قوتها وهيبتها بين الدول الأخرى.

الشباب وقود الحياة وشعلة الأمل التي تنهض الأمة نهضتها على أكتافهم. 

الشباب مسيرة مليئة من الحيوية والنشاط والبذل والعطاء. 

يكفينا قول الشاعر عندما ذكر في أبيات إختصر فيها الأدوار في الحياة قال، الناس للناس من بدو وحاضرة، بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم. 

إن الناس يخدمون بعضهم بعضاً وإن لم يعترفوا أو يقروا ، الفقير يخدم الغني والغني يخدم الفقير ولتوضيح ذلك لو كان الناس كلهم أغنياء لهلكوا ولو كانو فقراء لتوقفت الحياة.  

إن ما نشهده من مؤشر انخفاض في اعداد المواليد خصوصاً الفترة الأخيرة لهذا العام 2022م ، إن ذلك نذير شؤوم بحسب الدراسات السابقة والأبحاث المتعلقة بخطورة انخفاض المواليد وضرورة إيجاد الحلول المناسبة ومعالجة الأسباب التي أدت إلى انخفاض نسبة المواليد في المملكة العربية السعودية ، وأصبح الرقم مرعباً 2 مولود تقريباً لكل متزوجة  تقريباً. 

إن النتائج السلبية التي تجني ثمار شوكها ومراراتها بعد ثلاثون عاماً تقريباً من كتابة هذه المقالة،  بحيث إذا استمر الوضع على هذا النهج سوف يكون لدينا الهرم والكهولة والذين سوف يتسببون في العجز وقلة الحركة، لابد أن نعلم أن دورة الحياة لابد أن تكون حلقة مكتملة من المحطات وهي مواليد وأطفال وشباب ورجال وكهول وهكذا هي الحياة ، متناغمة بعضها مع البعض. 

لعل لنا في جمهورية الصين الشعبية خير مثال لما عانوا منه عندما تم منع الإنجاب والإكتفاء بطفل واحد لكل زوجين وهذا تسبب لهم بعد فترة من الزمن بتراجع عجلة الحياة لديهم ، حتى أنهم تداركوا الوضع وسمحوا لثلاث أطفال لكل أسرة صينية.

التوصية التي أوصي بها، تشجيع زيادة المواليد لدى الأسرة الواحدة وتذليل الصعاب التي تواجه الشباب والفتيات خصوصاً في مرحلة الزواج، لابد لنا من مواجه موجة الفكر السيئ وهي أن الزواج مسؤوليات وهو  شبه مستحيل وهذا غير صحيح بل الزواج روح التعاون بين الزوجين وبعضهم يكمل البعض الآخر. 

لابد من محاربة الفكر الشاذ والشذوذ الجنسي والذي بدوره سوف يهلك الحرث والنسل ونتائجه كارثية لأنه خلاف للفطرة التي فطر الله الإنسان عليها ولن نجد لسنة الله بديلاً  ومنهاجاً، مهما وصلنا من العلم والثقافة. 

من الأسباب التي تسببت في قلة المواليد وهو الطلاق وعدم الإستمرار في الحياة الزوجية الطبيعية، لابد من نشر التوعية والتطوير بشكل مكثف حول دورات الزواج، مثل الإستعداد للزواج، مسؤولية الزوجين في الحياة الزوجية، أهداف الزواج. 

لابد لنا من تعزيز الجانب الديني لدى رجال الدين والعلماء  والخطباء الجمعة ويجب الترغيب بالزواج لا الترهيب منه وتخويف عامة الناس من عواقب الزواج والمسؤوليات بالعكس توضيح الزواج أنه إكمال لباقي الدين وهو سنة الله وفطرته منذ أن خلق الله أبونا آدم عليه السلام مع وضع الحوافز الدينية والمشجعة على الإقبال للزواج، من راحة نفسية وجسدية وترابط الأسرة وتكونها والشعور بأنه لديك مكان في الحياة، يكفي أن الزواج نوع من أنواع العبادة لله سبحانه، خصوصاً اذا كان المقصد العفاف والستر والبعض عن ما حرم الله. 

كتبه الأستاذ / ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat