مقالات وقضايا

بيتكوين وفخ الحوت

الذي يأتي بسهولة يذهب بسهولة ، وأي شيء بدون تعب وعلم وعمل لا طعم له ولا فائدة من وراءه، بل يجر لك الندامة والشقاء كالذي يشرب من ماء البحر.

إن البيتكوين هي نوع من أنواع العملات المشفرة الرقمية الغامضة والتي تعتبر مجهولة المصدر مع عدم وجود القيود في طريقة تداولها بين الناس. 

إن الإجرار خلف وهم البتكوين ووضع الأموال من أجل تداولها من أجل جمع المزيد من  الأموال أمر جيد من الوهلة الأولى، لكن خطورة الأمر تكمن في كمين الإنجرار حول فخ اتباع سياسة سرعة ارتفاع البتكوين بشكل غريب ومريب مما يجعل المتدوال يدفع مزيداً من الأموال للحصول على فائدة أكثر وأكبر للوصول لمستوى الغنى والذي  قد تصل نسبة فائدته عالية وأرقام فلكية. 

مكمن خطورة تداول العملات الرقمية خصوصاً البيتكوين في عدة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار وأهمها 

عدم وجود قانون معترف بها، فمن باب أولى وأساسي حدوث الفوضى العارمة والصاخبة في أي لحظة واختلال التوازن وانتشار المشاكل بمعنى أصح أن القانون ينظم شؤون الحياة، فيكفينا القوانين السماوية والتي ختمها الله سبحانه بكتابه الكريم ، القرآن الكريم والذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي نظمت شؤون العباد والتعاملات وفي كل شرائع كذلك والتشريعات في جميع الدول الإسلامية منها والعربية والعالمية وغيرها،  لكن هذه العملات بدون قوانين واضحة أو صريحة  مما يجعلها أمراً يعود علينا بالخسارة الفادحة، مما لا يدع مجالاً للشك أو حتى التفكير فيها.

أيها المتدوال تذكر أن أي شيء في حياتك لا يستند على قانون يجب الإبتعاد عنه قدر المستطاع لأنه لو قعت فيه لن تقوم بسبب عدم وجود قانون يحميك بالأصل ولا يجد عقد يمكنك أن تسترد حقك أو حتى تعرف كيف تعمل في حالة خسارتك، وإن الأيام كفيلة بإيضاح ذلك الأمر.

لا يوجد عقد واضح في منصات التداول الرقمية ولا إشراف جهات حكومية أو بنوك مركزية أو مؤسسات مالية، إنه عالم فيه مخاطر لا يمكن تصورها الا بعد الوقوع فيها والإنجرار خلفها في أي وقت.

الأستاذ: ماجد عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat