مقالات وقضايا

المساعدة الفكرية

هنالك الكثير من الأمثال والقصص والعبر في أن المساعدة في الفكر أفضل من تقديم المال في بعض الأحيان، بمعنى أنه قد يكون لدى الإنسان فكر ولكن لا يملك المال هنالك الأفضل تقديم المساعدة المالية له، بينما هنالك من يملك المال لكن لا يملك الفكر السليم والصحيح لكيفية التصرف والتحكم في المال على أصوله، إن هذا النوع يتم تقديم الفكر له في تدبير الأمور والشؤون المالية لكي يصبح ذو قدرة في كيفية ادارة الأموال وعدم ضياعها وتبذيرها ووضعها بالمكان الصحيح.
من أهم الأمثال والحكم المتداولة لدى الكثير من الأوساط بين الناس والمجتمعات واللغات المختلفة، علمني كيف اصطاد ولا تعطيني سمكة، علمني علماً لكي ينور طريقي، لا تعطيني مالاً اعطني طريقاً للوصول إليه، لا تهتم بجمع الأموال لأنها تعرف طريقها.
إن الفكر له دور مهم للحفاظ على المال وكيفية التصرف به خصوصاً اذا كان هذا الفكر نابعاً من عقل سليم ونظرة ثاقبة.
إن المال بيد الجاهل مثل السلاح بيد المجنون، لا يعرف كيف يتصرف به ولا كيفية التعامل معه.
قال الشاعر المعروف أحمد شوقي في أبياته التي نسجها وأبدع لوصف المال والعلم حينما قال ، العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والشرف، إن هذا الشطر من البيت له من المعاني والحكم البالغة، لذلك فإن الجهل عدو العلم والعكس صحيح .
عندما لا يكون هنالك فكر صحيح في تدبير الأموال فإن ضياعها حاصل بكل تأكيد.
يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) ، فالمال لا يتولاه السفيه بسبب السفه والجهل من عدم وجود الفكر السليم والتصرف الصحيح.
إن الطريقة المثلى في تعليم الأطفال خصوصاً هو تعليمهم أن هذا المال لا يأتي بسهولة وأنه نعمة ممكن ان تزول وكذلك لابد أن يكون المال بمقابل ومعناه أن لا تمطر السماء ذهباً ولا فضة بل علينا السعي حثيثاً لطلب المال بالطرق الصحيحة والسليمة وبالقناعة بالمكاسب ، بعد التوكل على الله وعدم الإستسلام للقليل والبحث عن المزيد.

كتبه الاستاذ ماجد عايد العنزي

اترك رد

WhatsApp chat