إن التعاون والمشاركة في المجتمع يعتبر أحد روابط الصلة الثابتة والقوة لدى المحيط الذي نعيشه فيه وهو أحد المسؤوليات العامة والتي يجب أن يتحلى بها الجميع وهي من التكاتف والتعاون على البر والتقوى.
للأسف منتشر لدينا ثقافة أن الذي يعلم أو يبلغ أو يخبر هو شخص غير سوي وينفر منه الجميع، بينما العكس هو شخص سوي ولديه روح المسؤولية وشجاعة التعاون والقيم والمبادئ والحرص على المصلحة العامة.
المشاركة في الرقابة في أي شيء يمس المجتمع بسوء هو إحدى الروابط الثابتة والتي تساعد على تقليل الاخطاء وتفاديها في المستقبل ومعرفة الأمور الصعبة، يقول المثل عقلين يفكرون خير من عقل واحد ، فكيف إذا كان هنالك ثقافة عقول مجتمعة على التواصي بالخير.
سوف يكون لدينا مجتمع واعي، يستشعر بالمسؤولية والكيان الواحد.
لابد لنا أن نكون دعاة للخير والسلام، يتم ذلك عبر غرس القيم والمبادئ في نفوس أجيالنا بأن أي أمر مخالف للقانون يجب عدم الصمت عنه بل يجب تبليغ الجهات ذات الاختصاص لكل جهة اختصاصها وعملها.
عندما يكون لدينا مجتمع واعي ويستشعر روح المسؤولية ورداء التكاتف والتفاني عندها يصبح الدخيل غير مرحب به واللص يخاف في كل وقت وحين.
إذا تركت الأمور بالشكل الكامل وفقدنا حس المسؤولية فسوف نجني ثمار الأنانية المُرة والتي لا توصلك للهدف الحقيقي من نسيج المجتمع الواحد.
إن تعزيز جوانب المسؤولية الاجتماعية لابد منه في كل مجتمع، يرجع ذلك السبب إلى ضياع المسؤولية بأن تكون نتيجة التخلي عنها أو تشتتها ، فكل واحد يقول ليست عندي وهذا خطأ فادح في تكوين المجتمع.
لاشك أن هنالك أمور لا يمكن التدخل فيها أو الخوض في غمارها، لكن هنالك أمور من الواجب الديني والانساني والأخلاقي التدخل فيها، مثل التبليغ عن المجرمين أو المساعدة في القبض على السارقين وكذلك أي شيء يمكن أن يمس أخلاقيات المجتمع بشكل عام أو يهدم القيمة لديه.
يوجد هنالك الكثير من البرامج والمبادرات التي تساعد على المسؤولية ، منها كلنا أمن وبلاغات وزارة التجارة والمخالفات والتشوه البصري وحماية البيئة وهيئة مكافحة الفساد نزاهة وغيرها.
المؤسسات الإعلامية على عاتقها إيصال رسالة المسؤولية الاجتماعية بين المشاهدين وكذلك المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها المختلفة والجمعيات الخيرية والإنسانية ومراكز التدريب من تقديم دورات تطويرية وورش عمل متخصصة في مجال المشاركة بالرقابة.
التوصية التي اوصي بها وجود تطبيق يختص بالتبليغ عن مخالفات الذوق العام والأخلاقيات المنحرفة، إن الاخلاقيات المنحرفة تهدم المجتمع بمعول الفساد والضياع والتفكك بل تؤدي إلى فقد الهوية الأخلاقية بالكامل.
كتبه الاستاذ/ ماجد عايد العنزي