مقالات وقضايا

مشاهير يخسرون

إن المبادئ والقيم والكرامة والعزة هي من الُمسلمات التي لا تقبل الى نزاع أو بيع أو حتى أدنى تفكير للخوض فيها أو الأقدام والسير نحوها، لأن الأخلاق أصول لا تقبل الإنحطاط، وأنها من صناعة أمجاد التاريخ للإنسان نفسه، يوجد الكثير من  الناس من يبحث عن تاريخ مشرف من أجل الحفاظ على سمعته واسمه وقبيلته وعشيرته وأهله. 

لا يمكن أن يكون الإنسان عزيزاً وكريماً إلا من خلال العيش عزيزاً، عندما تهين نفسك وتذلها من أجل حفنه قليلة من المال الزائل والثروة ، التي قد تزول يوماً ما، عندها سوف تكون في نظر الآخرين قدوة غير صالحة بل قدوة سيئة يضرب فيها المثل في السوء. 

لا شك أن أغلب الناس يبحث عن الشهرة لدرجة أنها أصبحت حالة مرضية في هذا العصر و متفشية في كثير من الناس، إن البعض منهم لا يمتلك عقل يفكر فيه بشكل سليم، وقد تم تصنيف هوس الشهرة من أمراض العصر الحديث وفق عدة دراسات وأبحاث طبية  وعلمية ونفسية. 

إن الشهرة التي يطمح لها بعض الأشخاص قد تكون نقمة على صاحبها ولمن هم حوله، بعض الشهرة قد تسبب لك الكثير من التنازلات والتي قد يصل بعضها الى درجة منحطة من الأخلاق الغير محمودة و الرذيلة ، بل تصبح مثال السوء للآخرين مما يزيد عبئ على ذنوبك وتوليد الصراعات الداخلية في ذاتك. 

الشهرة تكون سلبية ومذمومة عندما تشتهر بأمر سلبي لا يقبله دين أو عقل  سليم وفطرة صحيحة، أو حتى عادات وتقاليد شعب معين، لأنه لو أشتهرت بصفة مذمومة أمام المجتمع، عندها تفقد كرامة نفسك ومشاعرها وعزة النفس الأبية ، بسبب الشذوذ الذي تعاني منه وتضرب بكل شيء بحائط الفشل والندامة، يكفي أن الشهرة السلبية تجعل من أطفالك الذين ترعاهم بالتربية والتعليم وتخاف عليهم من السلوك الغير سوي أو السيئ ، فسوف يقتدون بك بل قد يصبحون في طريقهم الى الشهرة السيئة التي صنعتها بشكل غير مقبول.

أطفالك يرونك قدوة لهم ومثال يحتذى به وأنت لا تشعر، وقد قيل في الحكمة العلم في الصغر كالنقش على الحجر، عندما تزرع في أطفالك الصغار وأنت لا تعلم الأخلاق الغير سوية والتنازل عن المبادئ فإنك سوف تنقش فيهم هذا الأمر وسوف ينافسوك عليه عندما يصبحون كباراً والخيار لك تختار ما تشاء، لا يوجد إنسان عاقل سواءاً أم أو أب يرضى ذلك الأمر، بل يريد أبنائه وبناته الأفضل في المجتمع. 

الشهرة المحمودة أن تشتهر بأعمال مقبولة لدى المجتمع، تنفع بها العباد والبلاد، كأن تكون ناصحاً أميناً في أقوالك وأفعالك وأعمالك السباقة للخير، أو يكون لديك مهارة كالرسم ومعلومات الحاسب الآلي واستخدام التقنية الحديثة ،أو نشر العلم الذي ينتفع به من  تعليم الناس بشيء قد يفيدهم في دينهم وديناهم، إن هذا هو النجاح الحقيقي لأنك سوف تكون قدوة حسنة يذكرها كل من يشاهدها وتصبح حديث المجالس في كل محضر خير، لا أن تصبح محضر شر. 

اذا ضاعت المبادئ والقيم فإن الخيانة سوف تحصل لا محالة وتقل البركة وتصبح الحياة عبارة عن صناعة للعيش على التصنع وعدم إظهار الحقيقة مما يجعلك تدخل في نفق الكذب والخداع والمكر ولباس أقنعة متصنعة ومبتذله ويصبح همك هو المال فقط بأي وسيلة كانت. 

لكن يمكن للمشاهير الذين يستطيعون تحويل هذه الشهرة الى أمر يعود عليهم بالنفع ولمجتمعهم بالصلاح، لا تزال الفرصة أمامك أيها المشهور أو المشهورة بأن تعيد خزينة حساباتك، يوجد الكثير من المشاهير كانوا يسلكون الطريق الخاطئ ولكن لم يصروا على فعلهم وبدأوا بالمبادرة في التتفكير في تحويل مسارهم وشهرتهم لنفع الناس ونصحهم وذلك هو الفوز الكبير. 

الفرصة في حياتنا موجودة ومتاحة في كل وقت وحين، الذين تحتاجه هو الإقدام على اتخاذ القرار الصحيح ومرافقة من يرشدونك نحو طريق الجادة بعد التوكل على الله سبحانه.    

  كتبه الأستاذ : ماجد عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat