مقالات وقضايا

نقّال العلوم والأخبار

إن نقل العلوم والأخبار صفة غير محمودة خصوصاً في هذا الزمن، يعود السبب لأن هذه الصفة أصبحت سيئة بسبب كثرة الأخبار والعلوم الكاذبة والخادعة والمزيفة والمغرضة، حالياً المتعارف عليه لدينا أن الذي يقوم بنقل الأخبار وينشرها هو بمثابة من يقوم بإحداث الفتنة والفوضى والنميمة بين الناس، لقد خلق الله الإنسان بلسان واحد وأذنين وهذه حكمة بالغة بأنك تسمع أكثر مما تتحدث وهذه مهارة لابد أن يتعلمها الكثير من الناس، الذي يمتاز بالاستماع أكثر من الكلام هذا يدل على حكمته وصبره، اما كثير الكلام في العادة يعتبر ثرثار أي كثير الهرج وهذا لا يقبله أغلب الناس، عندما تتصدر الأخبار وتصبح بين الناس أنك تنقل الخبر مباشرة لهم فهذا غير محمود خصوصاً إذا كانت الأخبار عبارة عن شائعات غير صحيحة وبعضها غير منطقية، إذا أردت أن تنقل الأخبار فلابد أن تتحرى الصدق والصحة والمصادر الموثوقة للخبر الذي تريد أن تنشره بين الناس، ليس كل خبر ينشر وليس كل كلام يقال، لابد أن ننتقي ونختار ما نقول لكي لا يتم مهاجمتنا أو استقاصنا أو التقليل من شأننا بسبب الخبر الذي قمنا بنشره، هنالك أخبار هزلية وهنالك أخبار خادعة وهنالك أخبار إذا نقلتها تسبب لك النقد اللاذع والانتقاد السيئ من قبل الآخرين، عندها ياخذون انطباع  غير جيد أو سيئ بسبب هذا الكلام الذي ذكرته أو قلته أو نقلته، عند نقل الخبر أو الكلام الأفضل أن نتعلم الآداب الصحيحة والسليمة التي تجنبنا الشتيمة والذل من الآخرين، لا تنقل الخبر إلا من مصدر موثوق، لا تتدخل في شيء لا يعني لك شيئا أو ليس لك مصلحة تعود عليك بالنفع فيه، من الأفضل أن يقوم الإنسان بالأمر الذي يقدر عليه أو الشيء الذي يتمكن منه لكي لا يدخل في حالات في غير اختصاصه، مثلاً لا تتكلم بالطب وأنت لست طبيباً ولا تتكلم بالهندسة المعمارية وأنت لست مهندساً ولا تتكلم بالأمراض النفسية وتشخيصها وأنت لست طبيبا نفسياً أو أخصائي نفسي مؤهل، لا تتحدث عن أمور لست مكلف بها يجب أن تتحدث عن نفسك فقط، إن أي انسان يعرف دوره الحقيقي أو قدراته في مجالاته المتخصصة عندها يستطيع أن يواجه الآخرين ويستطيع أن يرد ويجاوب عن أي شيء يواجه، كذلك الرجل لا يتدخل بشؤون النساء الخاصة والعكس صحيح النساء لا تتدخل بشؤون الرجال الخاصة فكل إنسان يتكلم بناءاً على محيطه أو دائرته التي يستطيع من خلالها ‏الرد أو التحدث، إن اللسان يورد المهالك ‏فكم من كلمة أودت بصاحبها إلى نتائج وخيمة، لابد أن نتعلم كيفية التحكم باللسان والتحدث بالطريقة الصحيحة وفق معطيات إيجابية سليمة وخالية من المشاكل التي قد تؤدي بنا إلى أسوأ الطرق، الخطأ وارد ولا يوجد أحد معصوم منه، لكن لابد لنا من خط رجعه ووضع خطوط حمراء لا نتجاوزها في حياتنا اليومية، عموماً الحياة مدرسة ونتعلم فيها كل يوم وكل لحظة وكل ساعة.

كتبه / ماجد عايد خلف العنزي 

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat