مقالات وقضايا

فوائد الأوبئة والطواعين

وهل للطواعين والأوبئة فوائد نعم، فبالرغم من الضرر الذي لحق العباد والبلاد في جميع أنحاء العالم من جميع الأديان والثقافات والأعراق والأشكال، لكن ورد وجاء عبر أخبار التاريخ وأقوال العلماء والحكماء عبر الزمن أمثال الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله  حيث ذكر في كتابه بذل الماعون في فضل الطاعون أن من فوائد الوباء والطواعيين ،( تقصير الأمل ، وتحسين العمل ، واليقظة من الغفلة ، والتزود للرحلة) وهذا الكلام النفيس و الكنز  الدفين لما فيه من الحكمة البالغة فالإنسان يقصر الأمل في أنه لن يخلد في هذه الدنيا وأن مصيره الفناء والزوال ولا يبقى من عمله الا الذي قدمه بين يديه إن كان خيراً فسوف يلقى الخير ويحمد الله على ذلك وإن شراً فلا يلوم الا نفسه فكل محاسب عن نفسه وحاله والى الله تصير الأمور، الأوبئة والمصائب قد تجعل الإنسان يعيد حساباته مع نفسه ويحاسبها في كل وقت ويعمل الخير والإحسان ابتغاء مرضات الله سبحانه و الفضل واثواب ، الجوائح والأوبئة ماهي الا آية وتذكرته لأولي الألباب والعقول المتفكره، يقول الحق تبارك وتعالى ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً)، يخوف الله عباده وكذلك يريهم ضعفهم وعجزهم عن خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك، يقول الصحابي الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه  ،  النفس تبكي على الدنيا وقد علمت، لا دار للمرء بعد الموت يسكنها،  الا التي كان قبل الموت بانيها، فان بناها بخير طاب مسكنه ، وان بناها بشرِ خاب بانيها،  أموالنا لذوي الميراث نجمعها ،  ودورنا لخراب الدهر نبنيها،  أين الملوك التي كانت مسلطنة ،  حتى سقاها بكأس الموت ساقيها.

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat