الرحيل كلمة مليئة بالحزن لأنها من الفراق والذهاب والانتقال والموت، لكن لابد لكل إنسان بطبقاته وحاله أن يرحل باعتبار أن الحياة كلها رحلة فيها الرحيل عن هذه الدنيا، فكم من أسرة رحلت وحبيب ارتحل وصديق رحل وزوجة رحلت فهذا حالنا من رحيل إلى رحيل.
اذا رحل الإنسان، مات و ذهب وانقطع عن الدنيا ولم يبقى له إلا الأثر من ذكره وعمله الباقي إما بالخير أو الشر ، فلتختار أثرك وعملك قبل فوات الآوان.
إذا رحل القلب انتهت الرحمة والرأفة والشفقة والحزن والفرح وأصبح الإنسان جامداً بلا مشاعر وإحساس.
إذا رحل العقل رحل عنه التفكير والتمييز ، لا يفرق بين الحقيقة والواقع والصدق والكذب والخير والشر.
اذا رحل الشباب حل مكانه الهرم والتعب والوهن والضعف. فلتستغل رونق شبابك قبل الهرم.
اذا رحلت الصحة أتى المرض بأوجاعه وآلمه التي تضعف الجسد والفكر فاستغل صحتك قبل مرضك.
اذا رحل الفراغ جاءك الشغل الذي ينسييك كل شيء ولا تستطيع بعدها عمل شيء بسبب شغلك فاستغل نعمة الفراغ بالعمل الصحيح والذي يعود عليك بالنفع والفائدة.
اذا رحل الغنى أتى مكانه وجه الفقر بمشاكله التي لا تعد ولا تحصى من ضيق ذات اليد وعدم القدرة على تحمل تكاليف الحياة وأثقال الديون وتفشت المشاكل الأسرية.
اذا رحل الأب أو الام فإن الاسرة سوف تفتقد الاستقرار وأصبح كل فرد في الأسرة مواجهاً لمصيره.
اذا رحل العلم جاء الجهل بحماقته وصعوبة فهمه وضياع المال والتصرف السيء، عندها يخيم ظلام الكسل والتوقف عن المحاولة والتكرار.
اذا رحل النصح ضاعت الأمانة وكثر الخطأ والغلط، إن عدم وجود النصح والتوجيه والارشاد يجعلك تبدأ من الصفر وقد تخطئ الطريق الذي تسلكه.
اذا رحل الأمن والآمان، أصبحت الحياة خطيرة وضاعت عندها القوانين والتشريعات وافتقدت لذة الحياة وصار النوم مستحيلا والغذاء مفقوداً، وقانون الغابة هو المسيطر.
اذا رحل الصدق اتى الكذب يجر معاه الغش، وتصبح الحقائق مزيفة ، وينتشر عندها الغش والخداع.
اذا رحل عنك من تحب أب أو أم أو عم أو خالة أو جد أو جدة كذلك صديق وفي او خليل صادق أو حتى الصاحب ، لابد أن تلتمس له العذر والظروف ، لأن الأيام دول يداولها الله بين الناس ، من حال إلى حال.
كتبه الاستاذ ماجد عايد العنزي
